دعت وزارة العدل إلى ضرورة إقحام المساجد في محاربة مختلف أشكال الجريمة، من خلال انتقاء الخطاب الديني، خاصة بعد ظهور ما يسمى ''الجماعات العدوانية'' على مستوى الأحياء. قال مدير الشؤون الجزائية، لعجين زواوي، ممثلا وزارة العدل خلال ملتقى وطني حول ''الوقاية الجوارية، ومكافحة الجريمة في أوساط الشباب''، أمس، بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف في العاصمة، إن المواطن أصبح يخاف حتى من دخول بيته ليلا، بسبب تفشي الجريمة، مشيرا إلى أنه على اللجان الدينية أن تتوغل في الأحياء لمراقبة ما يحدث وسط الشباب، مع اللجوء إلى الجمعيات الوطنية وانتقاء الخطاب الديني لتوعية جميع شرائح المجتمع. وأوضح زواوي بأن عمليات الترحيل إلى أحياء جديدة خلقت ما يسمى ''بالجماعات العدوانية''، قائلا: ''المواطنون الذين استفادوا من سكنات اجتماعية من أحياء صعبة إلى أحياء أخرى جاءوا مشحونين بأفكار مسبقة، وهو ما خلق مجابهات بين شريحتين مختلفتين في التفكير''. وفي نفس الاتجاه جاءت مشاركة مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، العميد عبد العزيز العفاني، إذ أشار إلى أن ''الجماعات العدوانية '' بالأحياء ظهرت خلال السنتين الأخيرتين، وتقابلها ظاهرة ''العروشية'' بين سكان الأحياء المرحلة بطريقة تضامنية، حيث يقوم ذوو السوابق العدلية بإشعال فتيلها. وبلغة الأرقام، ذكر العفاني تسجيل 46 ألف جريمة السنة الماضية على المستوى الوطني، تورط في أغلبها الشبان بنسبة 76 بالمائة، بمعدل 120 جريمة سرقة يوميا. كما أظهرت أرقام الشرطة أن هناك ارتفاعا لفئة الشباب الذين اقتحموا عالم الجريمة لأول مرة. وتم توقيف 53579 شخص مبتدئ الإجرام، أي بنسبة 43 بالمائة، مقابل توقيف 21841 شخص من فئة معتادي الإجرام، أي بنسبة 37 بالمائة، في حين أن الجريمة المنظمة لا تمثل إلا نسبة 3 بالمائة. أما عن ظاهرة الاعتداء على رجال الشرطة أثناء أداء مهامهم، فأفاد رئيس المصلحة المركزية للنشاط الاجتماعي والصحة والرياضات، عميد أول للشرطة بلعربي صالح، أن ذلك يدخل ضمن مهامه، وأن القانون يحميه في حالة ما تعرض لاعتداء.