تجمّع ملايين المصريين في المقاهي، مساء أول أمس، لمتابعة المناظرة بين مرشحي الرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، التي أجريت بالتعاون بين مجموعة من القنوات الفضائية الخاصة، وارتفعت صيحات التهليل في الشوارع كأنها مباراة كرة قدم بين فريقي الأهلي والزمالك، وظل الجميع ساهرا يتابع المناظرة التي انتهت في وقت متأخر، واستمرت حوالي أربع ساعات متواصلة، أحرج فيها مرشحا الرئاسة بعضهما البعض. تحولت المناظرة التاريخية بين مرشحي الرئاسة، إلى مسرح لتبادل الاتهامات وتلميع موقف كل طرف على حساب الآخر، حيث ظل الدكتور أبو الفتوح يصوّب سهام الاتهام نحو منافسه عمرو موسى، بموالاته للنظام البائد بحكم توليه منصب وزير الخارجية فترة حكم مبارك، واتهامه بالفشل في تحسين العلاقات الخارجية، خاصة على الصعيد العربي والإفريقي، فيما تقمّص موسى دور المدافع، ونفى اتهام أبو الفتوح له قائلا: ''هناك التباس في الموضوع والمعلومات غير دقيقة، عندما سقط النظام برجاله، لم أكن من بينهم، فقد خرجت من الحكومة منذ 10 سنوات، ولم أكن جزءا من المشكلة أو من صنعها''، مشيرا إلى أنه كان وزير خارجية يخدم مصالح بلاده، وأنه وقف وعارض وكان مختلفا مع سياسة الدولة، فخرج منها، وأضاف: ''وقد قلت في القمة العربية قبل 6 أيام من اندلاع الثورة، إن ثورة تونس ليست بعيدة عن مصر''. من جهته، لم يتوقف موسى عن اتهام أبو الفتوح بالتبعية لجماعة الإخوان المسلمين، التي انشق عنها بمجرد إعلانه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وسأل موسى عن البيعة التي قدمها أبو الفتوح لمرشد الإخوان، مؤكدا له أنه بذلك سيكون رئيسا لديه رئيس آخر هو مرشد الإخوان. ووصف أبو الفتوح كلام موسى بعدم الدقة وأنه لا يدرس منافسه جيدا، وقال إنه استقال بالفعل من جماعة الإخوان المسلمين منذ عام. وفي المقابل، اتفق المرشحان على قيام دولة ديمقراطية دستورية تحترم مواطنيها، وضرورة تمثيل كل فئات الشعب في وضع الدستور، وكذا مراجعة بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد. من جانبه، يرى محمد عواد المنسق العام لحركة شباب من أجل العدالة والحرية في تصريح ل''الخبر''، أن المناظرة الرئاسية كانت إيجابية وقوية، خاصة أنها حدث هو الأول من نوعه، في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدا أن هذه المناظرة دعمت موقف أبو الفتوح كثيرا، نظرا للشروحات الوافرة التي قدمها. وانتقد عواد تهرب عمرو موسى من الإجابة عن بعض الأسئلة، موضحا ''موسى كان دبلوماسيا، ولم يعط إجابات واضحة على الأسئلة التي تم توجيهها له''.