نصح عبد المالك دروكدال، قائد تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، أتباعه في شمال مالي، بتفادي استعداء ''حركة تحرير الأزواد''، وأن يمرروا مشروع ''تطبيق الشريعة'' لحركة ''أنصار الدين'' كي ''يبقى غطاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي محصورا على نشاطنا في الجهاد العالمي''. بث موقع ''صحراء ميديا'' المسجل في موريتانيا، تسجيلا صوتيا قال إنه لأحد قادة التنظيم الإرهابي ''القاعدة'' دون أن يحدد هويته، لكن موقعا أمريكيا متخصصا في متابعة نشاطات ''القاعدة''، أعلن فيما بعد أنه صوت عبد المالك دروكدال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود''، وهو يوجه بعض النصائح لمن وصفهم ب''المجاهدين في صحراء أزواد''، قائلا: ''حتى لا تزداد الأمور على حركة أنصار الدين، فمن الحكمة أن يمرر المجاهدون كل نشاطاتهم الميدانية المتعلقة بمشروع تطبيق الشريعة في إقليم أزواد تحت غطاء حركة أنصار الدين، وأن يبقى غطاء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي محصورا على نشاطنا في الجهاد العالمي''. واعتبر أن ما يشهده شمال مالي ''فرصة تاريخية ولن تتكرر لإنجاح مشروع إقامة الدولة المسلمة''، مشيرا إلى أن ''التجارب السابقة قد علمتنا، بما حملته من إخفاقات مريرة، أنه إن لم يكن المجاهدون في مستوى التحدي وإن لم يتحلوا بالنضج الكافي من الناحية الشرعية والسياسية والأخلاقية فستضيع الجهود''، وفق تعبيره. وعن العلاقة بين ''المجاهدين'' والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تدعو إلى إقامة دولة في إقليم أزواد وترفع شعارات وطنية علمانية، قال القيادي مخاطبا ''المجاهدين'' في التسجيل الصوتي ''تجنبوا قدر المستطاع الصدام مع حركة تحرير أزواد، وابتعدوا عن استعدائها ما أمكنكم ذلك وابذلوا جهدكم في محاولة كسب عوامهم بدعوتهم وإسهامهم في أتعاب مشروعنا الإسلامي''. وأضاف في توجيهاته بخصوص التعامل مع السكان ''إن ما يجب التنبيه عليه في هذه المرحلة المهمة (..) أن تطبيق الشريعة لا يجب اختزاله في تطبيق الحدود على الناس، فالشريعة أوسع وأشمل من ذلك بكثير''، مشيرا إلى أنه ''من الخطأ أن نحمل الناس على أحكام الإسلام جملة واحدة بين عشية وضحاها''. وأضاف في نفس السياق أنه ''إذا كان منع بيع الخمور والمخدرات وإغلاق أماكن الفجور والمنكرات مما يسعنا تطبيقه الآن بدون تأخير، فإن تطبيق الحدود والتعازير كقطع يد السارق وجلد العصاة على المنكرات يسعنا التدرج فيه وتأخيره مرحليا إلى أن نهيئ الظروف المناسبة وننشر الدعوة الصحيحة التي يرتفع بها الجهل عن الناس''، وفق قوله.