تسخيرات ''مبالغ فيها'' للنفسانيين دون مراعاة سن الممتحنين تجمع، أمس، مندوبو تنسيقية مهنيي الصحة أمام مقر الوزارة، لمطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل ووقف ''التضييق '' على الحريات النقابية، فيما اتهم ممثلوها مسؤولي الوصاية بمحاولة كسر الاحتجاج بتوجيه تسخيرات ''مبالغ فيها'' للأطباء والنفسانيين خاصة، بحجة تأطير امتحان شهادة التعليم الابتدائي. اتهم الناطق باسم تنسيقية مهنيي الصحة، إلياس مرابط، مسؤولي الوزارة بممارسة ضغط نفسي ستكون له تأثيرات سلبية على مترشحي امتحان شهادة التعليم الابتدائي، بالنظر إلى العدد الكبير وغير المسبوق للأطباء النفسانيين الذين تم تسخيرهم أمس لتأطير الامتحان. وحسب مرابط الذي كان يتحدث على هامش الوقفة الاحتجاجية المنظمة أمام وزارة الصحة، أمس، فإن تلاميذ السنة الخامسة ليسوا في سن يسمح لهم بتحمل ما اعتبره ضغطا نفسيا، بإيعاز من الوزارة التي تحججت، يضيف، بهذا الموعد، لكسر الاحتجاج، والنتيجة ترجمها العدد المحتشم للنفسانيين والممارسين العامين وكذا الأخصائيين الذين حضروا الاعتصام. وقال محدثنا إن منخرطي النقابات المشكلة للتنسيقية طالبوا بتأجيل الاحتجاج، باعتبار أن عددا كبيرا منهم اضطر أيضا للتغيب باعتبارهم أولياء تلاميذ اجتازوا أمس الامتحان، غير أن ممثلي هذا التكتل فضلوا تنظيم الوقفة، احتراما للرزنامة المحددة من قبل، كما أن الظرف الذي يعيشه القطاع، يضيف، لا يسمح بتأجيل أي شكل من الاحتجاج، لأنه الوسيلة الوحيدة لإيصال انشغالات مستخدمي القطاع. وحسب محدثنا، فإن التنسيقية التي يمثلها تنتظر ردا من المكتب الدولي للشغل على الشكوى المفصلة التي تم توجيهها إليه، وكذا التقرير الشامل المتضمن ''تجاوزات الوزارة''. واعتبرممثل الأطباء الأخصائيين، الدكتور محمد يوسفي، تكليف وزير الصحة بتسيير وزارة العمل ''لا حدث''، مشيرا إلى أن المهمة لا تتعدى مجرد تسيير تقني، في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة، مستبعدا وجود أية نية من السلطات العمومية لتكريس ''التضييق''، من خلال منح المسؤول الأول عن القطاع حقيبة وزارية ثانية. وحسب يوسفي، فإن وزير الصحة تجاوز جميع الخطوط الحمراء بغلق أبواب الوزارة أمام رؤساء النقابات المستقلة، وتسييره الكارثي للقطاع، وهو ما تضمنته الرسالة الموجهة إلى رئيس الجمهورية الذي يتحمل وحده مسؤولية ما سيحدث في القطاع، ما دامت ''الكرة في مرماه''، وهو مطالب بالتدخل المستعجل لإنقاذ ''ما يمكن إنقاذه''. أما ممثل الأطباء النفسانيين، خالد كداد، فاستغرب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الصحة أمام إطارات وزارة العمل بعد تنصيبه رسميا على رأس القطاع، وتعهد من خلالها بتكريس آليات حوار اجتماعي. وقال كداد إن نقابات الصحة كانت تنتظر تغييرا حكوميا لإعطاء نفس جديد لقطاع الصحة، مجددا مطلب نقابته فتح أبواب حوار حقيقي لمعالجة مشاكل القطاع والمنظومة الصحية، وماعدا ذلك، فإن التوتر سيبقى يميز القطاع ولا مجال أبدا للحديث عن الهدنة، في رأيه. وقالت مصادر متطابقة إن وزارة الصحة أمرت مديري المؤسسات الصحية بتزويدها بأسماء الأطباء النفسانيين الذين شاركوا في احتجاج أمس، بهدف معاقبتهم. وفي تعليقه على هذا الإجراء، اعتبر رئيس النقابة، خالد كداد، أن ما قامت به الوزارة يعتبر تعديا خطيرا على حرية تنقل مستخدميها ما دام الاعتصام نظم في وقت الراحة أي بين منتصف النهار والساعة الواحدة زوالا.