أكّد مدرب المنتخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، أنه ينتظر رد فعل ايجابي من طرف لاعبيه في المواجهة التي سيخوضها ''الخضر''، هذا الجمعة، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، أمام غامبيا، برسم مباراة العودة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 3102، المقررة بجنوب إفريقيا. تحدث المدرب الوطني حاليلوزيتش، في الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بقاعة المحاضرات بملعب 5 جويلية الأولمبي، بإسهاب عن خرجة المنتخب إلى العاصمة البروكينابية وافادوفو، والهزيمة ضد مالي في الجولة الثانية من تصفيات المونديال 2014 بالبرازيل. وبدا، في تصريحاته، أنه لم يهضم، بعد، مرارة الخسارة، وتأسف كثيرا لتضييع الفوز، أو على الأقل نقطة التعادل، حيث قال ''تأثرت كثيرا بالهزيمة ضد منتخب مالي. وستبقى آثار هذه الهزيمة تلازمني طويلا، لأننا لم نكن نستحق الخسارة''. لكنه ترك الانطباع أن تلك الخسارة لن تؤثر على مستقبل المنتخب الوطني في تصفيات المونديال، وبدا متفائلا، ومؤمنا بقدرة عناصره على تخطي هذا التعثر وتسجيل انطلاقة جديدة، بداية من لقاء هذا الجمعة في مواجهة المنتخب الغامبي، الخاصة بتصفيات كأس أمم إفريقيا .2013 واعتبر منشط الندوة أن فريقه، ورغم الهزيمة ضد مالي، قدم مردودا مقبولا، مقارنة باللقاءات السابقة التي كان يخوضها المنتخب خارج قواعده، ''لقد حاولنا تطبيق طريقة لعبنا، بعدما حضرنا ودرسنا جيدا طريقة لعب المنتخب المالي. وتمكنا من فتح باب التسجيل مبكرا، وضيعنا الضربة القاضية، وأتيحت لنا تسع فرص سانحة للتهديف، استغلينا منها واحدة فقط. في حين أن المنافس تفوق علينا بفضل التجربة التي يتمتع بها، إضافة إلى اللياقة البدنية والبنية المورفولوجية القوية للاعبيه، ناهيك عن تمكّنه من التسجيل عن طريق كرتين ثابتتين''، مشيرا إلى أن أقوى المنتخبات في العالم تتلقى أهدافا عن طريق الكرات الثابتة. عندما نظرت إلى كرسي الاحتياط تأكدت أننا لن نتمكن من الفوز على مالي دافع حاليلوزيتش عن خياراته في المباراة، سواء عن الطريقة التي انتهجها المنتخب الجزائري، أو فيما يتعلق بالتعداد الذي أقحمه. وفي هذا الشأن اعترف حاليلوزيتش أن ''الهفوة كانت على مستوى الدفاع. لقد طلبت من اللاعبين وضع الكرة في الأرض، والاعتماد على التمريرات القصيرة، واخترت اللاعبين الأكثر جاهزية. وحتى اختياري للمهاجم سليماني كان صائبا، حيث تمكن من التسجيل مبكرا، وأتيحت له فرص أخرى للتسجيل، شأنه شأن زملائه قادير وفيغولي وفديورة''. واعتبر حاليلوزيتش أنه لم تكن له خيارات عديدة في ذلك اللقاء ''أعترف أن المنتخب المالي كان قويا من الناحية البدنية، ولاعبوه يتمتعون ببنية قوية. وفي المرحلة الثانية نظرت إلى كرسي الاحتياط فلم أجد سوى اللاعب بلكالام الذي يملك بنية قوية، فأدركت أننا لن نتمكن من الفوز على مالي''. وعن إقحام المدافع بوفرة في المحور وبوزيد في الرواق الأيمن، أضاف حاليلوزيتش ''فضلت إقحام بوفرة لأنه يملك الخبرة في مثل هذه اللقاءات، وهو قائد للمنتخب، رغم أنه لم يكن جاهزا بنسبة كبيرة، وحتى بلكالام لم يكن جاهزا. أما بوزيد فهو أحسن من حشود، رغم أنه لم يتعود اللعب على الرواق الأيمن. ففي مباراة مثل هذه لا يملك حشود أي حظ للعب، سواء من الناحية البدنية أو لمراقبة المهاجمين الماليين. ولو تم إعادة المباراة ضد مالي لاعتمدت على نفس التشكيلة، ولأبعدت حشود، لأنني أعرف إمكانياته جيدا، ولن يقدر على مجابهة قوة الماليين''. سيناريو عودية تكرر مع سليماني تحدث حاليلوزيتش عن التغييرات التي أحدثها في المباراة، وأكد أنه كان يريد إقحام لموشية في وسط الميدان، بعدما سيطر عليه الماليون في الشوط الثاني، وهذا من أجل الحفاظ على التعادل، ''لكن الهدف الثاني للمنتخب المالي أخلط الأوراق، وجعلني أقحم بوعزة لاسترجاع الكرات، وبإمكانه أن يقلق دفاع الخصم. واضطررت لإخراج سليماني في المرحلة الثانية، لأنه شعر بالإرهاق، وحدث له نفس سيناريو عودية في مباراة غامبيا''. كما أكد حاليلوزيتش أن اختيار اللعب في الوسط ببودبوز وفيغولي وقادير يعود إلى محاولة تطبيق اللعب الفني الجماعي، مؤكدا أن هذا خياره، وأحيانا يخطىء المدرب، على حد قوله. ولم يهضم المدرب الوطني الانتقادات التي وجهت له من طرف المدربين الجزائريين، حيث قال بصريح العبارة ''أنا المدرب الوطني.. وأتحمل المسؤولية. ولكن ما يقلقني هو أن المنتخب لما يفوز يقولون إن الانتصار صنعه اللاعبون، وعندما ننهزم يقولون إن المدرب هو المسؤول، وأطلب من هؤلاء المدربين استغلال إمكانياتهم وكفاءتهم لتطوير الكرة الجزائرية''. وأشار المدرب البوسني، في معرض حديثه، إلى عوامل أخرى تسببت في هزيمة ''الخضر'' أمام مالي، ويتعلق الأمر بالمناخ الرطب والحار، إضافة إلى التحكيم الذي وصفه بالماكر، مشيرا إلى قراراته التي لم تكن صائبة، وقال إنه لو جرت المباراة في أوروبا لتم طرد لاعبين اثنين من منتخب مالي، على حد قوله.