خبر تعاطيّ المنشطات صدمني وحرمني من الاحتفاظ باللقب القاري كشفت العداءة زهرة بوراس، أنها صدمت لسماع خبر ثبوت تناولها للمنشطات، ولم تخف بوراس، التي كانت تستعدّ للمشاركة في الأولمبياد القادم، في حوار مع ''الخبر''، أنها لن تتردد في مقاضاة مدربها السابق، أحمد ماهور باشا في حال ثبوت أنه هو من أعطاها مادة محظورة لتتناولها دون أن تكون تعلم بمخاطرها. كيف هي حالتك المعنوية وكيف وقعت في فخ تناول المنشطات؟ كنت أتدرب بشكل قاس. وكنت جد مسرورة لتمثيل الجزائر في الأولمبياد القادم، لكن السماء سقطت على رأسي فجأة، عندما نزل عليّ خبر الكشف عن تناولي المنشطات، فمنذ ثلاثة أشهر وتطبيقا لنصائح والدي الذي أصبح مدربي لاحقا، لم أتناول أي مسحوق بروتينات أو أي حامض الأمين (مواد غير محظورة يتناولها العداؤون). لكن من قبل تعيين والدي مدربا لي وإلى غاية منتصف شهر مارس الماضي، كنت آخذ بشكل مستمر مادة أمينو بلازما (المادة كانت تُشترى من طرف وسيط وكيلنا الألماني وبطبيعة الحال لا تحتوي على أية مواد محظورة) تحت إشراف ومسؤولية مدربي السابق أحمد ماهور باشا الذي صرح بهذا علنا. ماذا عن الفحوصات التي كنت تخضعين لها؟ أنا عداءة من المستوى العالمي وأخضع لفحوصات صارمة من قبل اللجنة الطبية للاتحادية الدولية، فقد كنت أخضع لفحوصات مفاجئة في كل مكان أتجه إليه في العالم، كما كنت من العدائين القلائل الذين قبلوا بشكل طوعي الخضوع، في أي وقت، لفحص الدم المفاجئ (الذي يعتبر فحص أكثر فعالية من فحص البول لأنه يكشف كذلك مادة ''أو. بي. يو'' التي لا يمكن كشفها بفحص البول البسيط). وخلال شهر أكتوبر، خضعت لعملية جراحية لمعالجة آلام في العمود الفقري. ماذا حدث بعد ذلك؟ بعد شهر من المعالجة على مستوى العمود الفقري، عدت للتدريب، وخلالها بدأ مدربي ماهور باشا الذي يدرب أيضا زميلي العربي بورعدة بإعطائنا مسحوق البروتين وأمينو بلاسما لمرات عديدة. ويجب الإشارة، أنه كان يمكن أن أخضع للفحص في أي وقت، خاصة وأن الاتحادية الدولية تعلم تماما مكان وجودنا لأنه كان يجب علينا إبلاغها بكل تغيير في مكان التدريب ومكان الإقامة عن طريق البريد الالكتروني أو الرسائل القصيرة هاتفيا. هل خلافك مع المدرب باشا مرتبط بالمنشطات؟ مدربي السابق ماهور باشا أصيب بمرض، ومعه بدأت أواجه صعوبات كبيرة في التفاهم معه، خاصة بعدما لاحظت عليه تغييرا غريبا في تصرفاته معنا، وبموافقة بين الطرفين افترقنا بشكل ودي. ماذا كان موقف والدك عمار المعروف بتدريبه للبطلة الأولمبية بولمرقة لمدة طويلة؟ تطبيقا لنصائح والدي الذي رفض أن أغيّر المدرب في منتصف الموسم نظرا لاقتراب موعد الألعاب الأولمبية بلندن، قبلت الاستمرار في التدريب تحت إشراف ماهور باشا، لكن عندما تأكدت أن التفاهم معه لم يتحسن، بسبب مرضه، أصبح من الصعب على المدرب الاهتمام بي، فطلبت من والدي تدريبي ووافق على طلبي في الأخير بعد إصراري عليه، وابتداء من هذا التاريخ، لم أتناول أي دواء، وبعد مشاركتي في سباقين يومي 5 و9 جوان الماضي بفرنسا، تم فحصي وثبت وجود مادة ''ستانوزولزل'' في جسمي، على غرار زميلي بورعدة. لقد ثبت تناولك للمنشطات بصورة رسمية، فكيف كان أثره عليك؟ لم أسمع أبدا باسم هذا الدواء، كما أنني لم أهتم بهذه الأشياء لأنني كنت أثق في مدربي الذي كان شديد الحرص فيما يخص كل ما أتناوله، وكان يبلّغ الاتحادية الدولية في كل مرة نقوم فيها بتغيير مقر التربص أو الإقامة، وأظن أنه من الجنون أن يقوم أي رياضي بتناول دواء تبقى أثاره في جسمه لأشهر طويلة، وخاصة أننا كنا سنشارك في التجمعات الدولية وأيضا في الألعاب الأولمبية التي كنا سنخضع فيها حتما لفحص الكشف عن المنشطات. كيف استقبلت الخبر، بينما كنت تستعدين للمشاركة في بطولة إفريقيا في البنين؟ عانيت من هذا المشكل طويلا بعدما تم إشعاري بالخبر الذي كان بمثابة فاجعة، وقرأت عن طريق الأنترنيت حول هذه المادة الهدامة التي أضرت ليس فقط بمستقبلي الرياضي بل أيضا بصحتي كامرأة، فقد كنت على أتم الاستعداد للاحتفاظ بلقبي القاري، لكن الظروف جاءت عكس ما كنت أخطط له. من هو المسؤول عن تناولك المنشطات في هذه الحالة، في تقديرك؟ إما مدربي السابق أعطاني عمدا هذه المادة ليشوّه مشوارنا الرياضي. لكن هذه الفرضية غير معقولة لأنها تهدم أيضا مشواره كمدرب، وإما مدربي أعطاني المنشطات من أجل البحث عن تحسين نتائجي، وفي حال أنه لم يعلم بخطورة هذه المادة، فهذا يعتبر خطأ مهنيا، وفي هذه الحالة، سأضطر لمتابعته قضائيا، وإما أن تكون البروتينات أو مادة الأمينو بلاسما ملطخة، وفي هذه الحالة سنقاضي المختبر الذي قام بتسويق هذه المواد الملطخة، وإما أن المواد التي كنا نستعملها تسبب في تلطيخها عمدا شخص قريب من مدربي السابق أو من طرف عضو أو أعضاء في وسط رياضة ألعاب القوى، خاصة وأنه ظهرت في الآونة الأخيرة آراء على ''الفايسبوك'' تشوّه سمعتنا وتتمنى أن يتم ضبطنا ونحن متورطون في تناول المنشطات. ثبوت تناولك للمنشطات يثير الجدل حول نزاهة نتائج المسابقة، أليس كذلك؟ هذا صحيح، فالمادة الخطرة التي توجد في جسمي حاليا أدخلت الشك حول النتائج التي حصلت عليها هذا الموسم. لكن في المقابل، أنا مرتاحة البال عندما أعلم أنني نزلت عدة مرات تحت حاجز الدقيقتين في سباق ال800متر الموسم المنصرم. ماذا عن مستقبلك؟ أعلم أن القضية تعرضني للإقصاء من المشاركة في أولمبياد لندن، لكن سأقاوم لآخر لحظة من حياتي من أجل الدفاع عن شرفي. فأنا لا أستطيع تحمّل وصفي بالمخادعة. ماذا عن أسرة ألعاب القوى، هل تلقيت تضامنا منها؟ الحمد لله، يوجد العديد من الناس الذين يحبونني وأشكرهم من كل أعماق قلبي، كما لا أنسى كل العدائين والمدربين والإداريين الذين ساندوني في محنتي. والدك اشتهر بنظافة مشواره عندما كان مدربا لبولمرقة، ألم تصدمه الفضيحة؟ أنا حزينة كثيرا من أجل والدي ووالدي ليس له أي مسؤولية في قضية المنشطات التي اعتبر أنني ضحية لها.