التهبت أسعار اللحوم الحمراء لتتجاوز 1300 دينار عشية رمضان في مختلف أسواق الوطن، وتجاوزت كل التوقعات، كونها لم تبلغ هذا المستوى من قبل. ولم تنجح حملة مقاطعة شراء اللحوم التي نظمتها الفدرالية الجزائرية للمستهلكين في خفض الأسعار، رغم أن 30 بالمائة من العائلات استجابت للنداء تبعا للنتائج المعلنة. رفع المواطنون الذين انقسموا إلى ثلاث فئات، شعارا واحدا مفاده أن ''الأسعار المرتفعة للحوم لا يقدر عليها أحد طيلة شهر رمضان''، لأن الحد الذي بلغه سعر لحم الخروف والبقر غير معقول تماما. فالفئة الأولى من محدودي الدخل رفعوا شعار استمرار المقاطعة إلى عيد الأضحى، لأنهم غير قادرين على شراء ربع كيلوغرام من اللحم الطازج، في حين أن الفئة الثانية من الموظفين قرروا شراء كمية قليلة من اللحم في انتظار انخفاض الأسعار بعد أيام من حلول الشهر، في الوقت الذي لا ترى الفئة الثالثة من ميسوري الحال بأن للأمر تأثير ما دام السعر في ارتفاع مستمر منذ أسابيع، مع التأكيد على أن الغلاء هو العنوان العريض لمحلات الجزارين. وكشفت الجولة الميدانية التي قادت ''الخبر'' إلى عدد من الأسواق، أمس، بأن عدوى الأسعار الخيالية امتدت إلى جميع محلات الجزارين، وبلغ سعر لحم الخروف 1300 دينار وبلغ سعر لحم البقر 1250 دينار، في حين وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج حدود 380 دينار. وأوضح أحد الجزارين في الأبيار، وهو مربي في نفس الوقت للأبقار، بأن ''سعر الأعلاف في السوق هو سبب ارتفاع ثمن اللحوم''. وتابع ''القنطار الواحد من النخالة يباع ب2500 للقنطار، من دون احتساب باقي التكاليف''. أما أحد الجزارين في ديدوش مراد، فيقول ''سعر اللحوم مرتفع حتى في المذابح، فالكيلوغرام الواحد من لحم الخروف يباع ب1200 دينار''. وبخصوص تأثير حملة مقاطعة شراء اللحوم على نشاطهم التجاري، أشار أحد الجزارين إلى أن ''المقاطعة لم تكن ملحوظة بتاتا، فالمواطن اشترى اللحم بشكل عادي رغم ارتفاع السعر''. وفي مذابح العناصر ''رويسو'' بالعاصمة يشير عدد من العاملين إلى أن ''عدد المواشي والأبقار التي تدخل يوميا تناقص عددها، ويتم شراؤها بسعر مرتفع في أسواق المواشي''. وأضاف آخرون بأن ''معدل استهلاك اللحوم تزايد خلال يومين مقارنة بضعف العرض من مواشي''. أما عدد من المواطنين فأشاروا إلى أن ''الأسعار كارثية''، وأوضحت سيدة بقولها ''لم أفهم لماذا في رمضان يرتفع السعر، رغم أننا في شهر الرحمة''. وأضاف آخر ''الحكومة هي سبب كل ما يحدث لنا عشية رمضان، هل نعيش نفس الهستيريا سنويا ولا حل على المدى البعيد؟''. من جهة أخرى، أفاد رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، بأن نتائج حملة مقاطعة شراء اللحوم بينت أن ''30 بالمائة من العائلات استجابت للنداء''، وأضاف في ندوة صحفية عقدها، أمس، بمقر ''ألجاكس'' بالحراش، بأن ''الأرقام المعلنة جمعناها بناء على الأصداء التي وصلتنا من الولايات ومن خلال الخرجات الميدانية''. وحققت الحملة استقرارا'' في الأسعار عشية رمضان، ولم يتم تسجيل التهاب في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء قبل رمضان، حسبه، وأضاف ''سنقوم خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل بتنظيم حملة أخرى للمقاطعة''. كما تم إرسال 685 ألف رسالة إلكترونية للمستهلكين، ''من أجل توعيتهم وترشيد الاستهلاك''. وأضاف زكي حريز بأنه ''تم توجيه رسالة إلى وزير الفلاحة والتنمية الريفية بخصوص ضرورة تطوير شعبة اللحوم لاستقرار الأسعار''.