استجابت نسبة معتبرة من المواطنين لحملة مقاطعة اللحوم التي دعت إليها الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك خاصة بالمناطق الداخلية للوطن والأحياء التي تعرف كثافة سكانية والتي شهدت قصاباتها خلال الأيام الأخيرة وتحديدا منذ انطلاق الحملة عزوفا من قبل المستهلكين عن اقتناء اللحوم بمختلف أنواعها في حين لم تتأثر الأحياء الراقية بهذه الحملة التي لم تؤثر كثيرا على أسعار اللحوم التي احتفظت بنفس مستوى ارتفاعها، في حين من المتوقع أن تخلص هذه الحملة إلى نتيجة هامة تتمثل في ترسيخ الوعي لدى المستهلك الذي اقتنع أن الامتناع عن استهلاك بعض المواد لا يؤثر على النمط الغذائي وأن مثل هذه المبادرات ستغير الكثير من العادات الاستهلاكية والتجارية. ولم تتغير أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء كثيرا طيلة مدة حملة المقاطعة التي انتهت اليوم والتي عرفت استجابة معتبرة من قبل المواطنين قدرت بأزيد من 30 بالمائة، وقد سجلت أعلى نسبة مشاركة في الولايات الداخلية حسب رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك، السيد زكي حريز، الذي قيم حملة مقاطعة استهلاك اللحوم بالناجحة خاصة وأنها تعد الأولى من نوعها وتم الاستعداد لها بشكل استعجالي وغير مبرمج ورغم ذلك فالنداء وصل إلى المستهلك الجزائري.وقد تلقت الفدرالية عبر خطها الأخضر"3000" العديد من الاتصالات من مكاتب الفدرالية ومواطنين من العديد من الولايات خاصة الداخلية منها والذين استحسنوا المبادرة ودعوا إلى بعثها من حين لآخر حتى يتعود المستهلك على مثل هذه الممارسات التي تشكل أداة ضغط على التجار والسوق لغرض انخفاض أسعار بعض المواد الواسعة الاستهلاك وبالتالي القضاء على المضاربة في الأسعار التي أضحت ظاهرة تتجدد خلال كل مناسبة وموعد على غرار رمضان والأعياد. من جانب آخر، رفعت الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك تقريرا لمصالح وزارة التجارة والفلاحة تضمن جملة من الاقتراحات الخاصة بتنظيم شعبة إنتاج اللحوم وكذا تربية المواشي، وحسب السيد زكي حريز فإن الفدرالية تعمل مع عدد من الخبراء الوطنيين والأجانب الذين شرحوا الوضعية الحالية وأعطوا جملة من الميكانيزمات والحلول التي يرونها ملائمة ويمكن تحقيقها في بلادنا في خطوة ترمي إلى تنظيم شعبة اللحوم وتوفير هذه المادة البروتينية بشكل عادل ومقبول لكل فئات المجتمع. وتقترح الفدرالية إيجاد سوق منظم للمواشي التي لا تزال عملية تسويقها عشوائية، بحيث لا يجد الموال مساحات خاصة وتسهيلات لتسويق ماشيته باستثناء الأسواق الفوضوية والشعبية والتي تكثر فيها المضاربة بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين الخواص وتحفيزهم على اقتحام ميدان التربية الاصطناعية للمواشي التي من شأنها تحقيق اكتفاء ذاتي في مادة اللحوم عوض الاقتصار على الأنماط التقليدية والبدائية التي لم تسهم في الرفع من الثروة الحيوانية التي لم تتجاوز عتبة ال20 مليون رأس منذ أعوام. وتقترح الفدرالية على وزارة الفلاحة منح مساحات لإنتاج الأعلاف خاصة تلك التي يتم استيرادها من الخارج على غرار السوجا والذرة مع تخصيص امتيازات ودعم خاص لكل من يقتحم هذا المجال في خطوة لتقليص فاتورة الاستيراد وكذا توفير الأعلاف بما يكفي احتياجات السوق ولم لا تصدير كميات نحو الخارج. للإشارة، كانت الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك قد دعت منذ أسبوع جميع المواطنين والمتسوقين خصوصا ربات البيوت إلى مقاطعة اللحوم بجميع أنواعها في خطوة للوقوف إلى جانب الطبقات الفقيرة وكذا احتجاجا على أسعارها التي شهدت في الشهور الأخيرة منحى تصاعديا بلغت من خلاله أسعار لحم الخروف حدود ال1300 دج و1000 دج بالنسبة لأسعار لحم البقر في حين تجاوزت حاليا أسعار اللحوم البيضاء وفي مقدمتها الدجاج ال390 دج ..علما أن هذه الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر في الساعات القليلة القادمة مع قدوم شهر رمضان.