فشلت حملة مقاطعة مختلف أنواع اللحوم التي دعت إليها الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك والتي تنتهي اليوم في تخفيض أسعار هذه المادة التي بقيت مرتفعة بل وزادت ارتفاعا في بعض المحلات، بحيث تراوح أمس سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم ببعض أسواق العاصمة بين 1250 و1350 دج بينما بلغ سعر الكيلوغرام من لحم البقر 900 دج فما فوق، وحول هذا الموضوع ذهب أحد الجزارين إلى القول »الفقراء قاطعوا اللحوم الحمراء منذ سنوات والحملة التي يتحدثون عنها ليس لها أي معنى«. في جولة قادتنا أمس إلى محلات بيع مختلف أنواع اللحوم ببعض أسواق العاصمة، وجدنا بأن الأسعار لم تتراجع بالرغم من حملة المقاطعة التي انطلقت يوم 10 جويلية وتنتهي اليوم، بحيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بين 320 و340 دج بينما بلغ سعر لحم الغنم بين 1250 و1350 دج وسعر البقر ابتداء من 900 دج، والغريب في الأمر، يقول أحد الجزارين، أن لحم الغنم عرف ارتفاعا بين 50 و100 دج خلال الثلاثة أيام الأخيرة وهو ما يُؤكد فشل الحملة التي دعت إليها الفدرالية الوطنية لحماية المُستهلك. وشدد جزار آخر بالقول »الفقراء قاطعو اللحوم الحمراء منذ سنوات أما العائلات ميسورة الحال فلا يُمكنها أن تتفهم مثل هذه الحملات كونها قادرة على شراء اللحم مهما كان سعره وهو ما تكشفه تجربة المُقاطعة« وأوضح مُحدثنا أن جميع الجزارين مستغربين لما يحدث في هذه الشعبة بالرغم من كونهم ينشطون في الميدان وواصل يقول »نعلم جميعا أن لحم الغنم لا يُمكنه أن يتجاوز 600 دج بالنظر إلى الثروة التي تتوفر عليها البلاد في هذا المجال والشيء الذي لا نفهمه هو تناقض الأسعار من ولاية إلى أخرى ففي ولاية الجلفة وهي من الولايات المعروفة بتربية الغنم بلغ سعر الكيلوغرام أمس الأول 590 دج بينما بلغ بولاية تيارت 1200 دج«. نفس الشيء أورده لنا جزار ثالث بعدما صب جام غضبه على السلطات العمومية التي لم تبذل، برأيه، أي جهد لضبط هذه الشعبة التي تتحكم فيها بشكل جيد أطراف مُعينة تسببت في حرمان مئات الآلاف من العائلات الجزائرية من حقها في أكل اللحوم، وذهب يقول »أُصارحك يأنني أصبحت أخجل عندما يأتي زبون ويطلب مني أن أعطيه كمية لحم ب 120 أو 150 دج فلا اعرف كيف أزن له ذلك وأنا أعلم بأن مقدروه المالي يقف عند هذا الحد«. ومن جهتهم، أكد لنا بعض المواطنين الذين تحدثوا إلينا، بأنهم أصبحوا يتجنبون اللحوم الحمراء ولا يلجأون إلى شرائها إلا في بعض المناسبات الناذرة وبكميات قليلة تخضع لحساب مادي دقيق، وذهب احدهم يقول »لقد أضحكتنا حملة مقاطعة اللحوم وأصبحنا نُنكّت بها بين أفراد العائلة لأننا أصلا لا نشتري اللحوم الحمراء إلا ناذرا جدا«. وكانت الفيدرالية الوطنية لحماية المُستهلك، أكدت بأن الحملة انخرط فيها العديد من المُستهلكين وحتى الجزارين، وهو الحال بالنسبة لنقابة الجزارين على مستوى العاصمة، وأن هدفها هو التوصل إلى نسبة استجابة تُعادل 60 بالمائة ومنه، تخفيض الأسعار بنسبة تصل حتى 30 بالمائة خلال شهر رمضان المُعظم، وقدر رئيس الفدرالية، حريز زكي، نسبة الاستجابة خلال اليومين الأولين من انطلاق الحملة ب20 بالمائة، وهو الشيء الذي لم ينعكس تماما على الأسعار ميدانيا.