عودة الرئيس الانتقالي المالي إلى باماكو بعد فترة علاج في باريس أعلنت حركة تحرير الأزواد بأنها ترفض المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي يراد تشكيلها في مالي في غضون الأيام المقبلة. وقالت حركة بلال أغ الشريف أنها ''لن تتنقل إلى باماكو'' في إشارة إلى تمسكها بمطلب الانفصال والاستقلال عن دولة مالي. بالموازاة وصفت لجنة رؤساء أركان جيوش دول مجموعة (إيكواس)، الوضع في مالي ب''المتدهور''، وقالت إنها بحثت في اجتماع طارئ في أبيجان بكوت ديفوار للتحضير لإرسال قوة إقليمية إلى مالي لمساعدة الجيش المالي في استرجاع الجزء الشمالي الذي تسيطر عليه جماعات مسلحة. قال الناطق الرسمي باسم حركة أزواد، موسى أغ أساريد، في تصريح لوكالة فرانس بريس وإذاعة فرنسا الدولية، أن الحركة غير معنية بحكومة الوحدة الوطنية في مالي التي دعت إلى تشكيلها مجموعة ''إيكواس'' وحددت مهلة لها بتاريخ 31 جويلية الجاري، وهو ما يعني أن حركة بلال أغ الشريف الموجود في بوركينافاسو للعلاج من إطلاق نار تعرض له في غاو، لا زالت متمسكة بمطلب الاستقلال المرفوض دوليا. وجاءت تصريحات الناطق باسم حركة أزواد في أعقاب لقاء جرى، أول أمس، ببوركينافاسو شارك فيه الجناح العسكري بمعية الأعضاء في المجلس الانتقالي للحركة برئاسة أغ الشريف. وذكر الناطق الرسمي أغ أساريد أن حركة الأزواد ''مستعدة للتفاوض مع باماكو، نحن جاهزون من خلال الوسيط البوركينابي ومع مختلف الدول الأخرى المسهلة التي ترافقنا، بالجلوس حول نفس طاولة المفاوضات مع السلطات الشرعية لمالي''، وهو ما يمثل الشروط المطروحة من قبل الأزواد للحوار مع باماكو. من جانب آخر، أعلنت الحركة على لسان الناطق الرسمي أغ أساريد عن ''استعدادها لمحاربة الجماعات الإرهابية، إلى جانب قوات مجموعة ''إيكواس'' المرحب بها في مالي، ولكننا لن نحارب إلى جانب القوات المالية''، ما يعني أن حركة الأزواد تعتبر الجيش المالي ''عدوا''، وهي إحدى عقبات المفاوضات المقبلة. يأتي هذا في وقت اضطرت حركة أزواد إلى الخروج من أهم المدن في شمال مالي عقب مشادات مع المجموعات المسلحة الأخرى على غرار عناصر أنصار الدين، القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي تسيطر على مدن غاو وكيدال وتومبكتو، بينما خرجت حركة أزواد هاربة بقيادتها إلى دول الجوار. وفي سياق متصل، بحث المسؤولون الأمنيون في مجموعة ''إيكواس'' المجتمعون تحت رئاسة قائد أركان الجيش الإيفواري سومايلا باكايوكو، نتائج ''مهمة تقييمية فنية'' مشتركة بين الإيكواس والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة التي أجرت ما بين 9 و18 جويلية الجاري زيارة للعاصمة المالية باماكو بهدف تحديد الطرق العملية لإرسال القوة الإقليمية. وحذر الجنرال الإيفواري سومايلا باكايوكو، الذي تترأس بلاده مهمة المجموعة (إيكواس) في مالي، في كلمته لدى افتتاح الاجتماع، أن ''الوضع الأمني في مالي يتدهور يوما بعد يوم''. وجدد التأكيد أن ''مهمة إيكواس في مالي تتمثل في مساعدة وإعادة بناء السلطات الانتقالية في باماكو ودعم الجيش المالي من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية لمالي وإعادة الاستقرار والنظام والديمقراطي للبلاد التي تأثرت بالانقلاب العسكري منذ أشهر. للإشارة تسعى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لإرسال قوة عسكرية تتكون من 3300 عنصر لمساعدة جيش مالي على استعادة الشمال، لكنها تنتظر تفويضا من الأممالمتحدة ومساعدة دولية لوجستية لمهمتها. وأفادت مصادر إعلامية أن الرئيس الانتقالي ديوكندا تراوري سيعود، اليوم الجمعة، إلى القصر الرئاسي في باماكو بعد فترة علاج في فرنسا دامت قرابة شهرين، عقب تعرضه لاعتداء يوم 21 ماي من طرف مواطنين غاضبين متعاطفين مع الانقلابيين، ما يعني أن الأمور الجادة في اتجاه حل أزمة مالي ستبدأ عقب اجتماع وزراء خارجية دول الميدان يوم 6 أوت في النيجر.