حركة تحرير الأزواد في شمال مالي تنفي تراجعها عن إعلان الاستقلال نفت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن تكون قد تراجعت عن إعلان استقلال الإقليم الواقع فى شمال مالي، خلافا للمعلومات التي تداولتها وكالات الأنباء قبل يومين. وقال الناطق باسم الحركة، موسي أغ أساريد، فى بيان أمس ، أن الحركة ماضية فى "كفاحها من أجل الحرية والكرامة والعدالة للشعب الأزوادي بكل مكوناته"، مشيرا إلى ان فلسفة الحركة تقوم على الديمقراطية والحرية وتسعى لبناء نظام سياسي يفصل بين "الدين والدولة" ويعتبر المعتقد "قضية شخصية للفرد". وأعرب أغ عن استعداد حركته للتفاوض من أجل التسوية النهائية والدائمة لنزاعها مع الحكومة المركزية في مالي الذي دام أكثر من خمسين سنة، وتعهد فى حالة اعتراف المجتمع الدولي بشرعية الحركة والدولة الأزوادية بالمساهمة فى محاربة من وصفهم بالإرهابيين والمهربين الذين يهددون منطقة الساحل الإفريقي، فى إشارة إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والحركات الإسلامية الأخرى التي تبسط سيطرتها اليوم على كامل الشمال المالي لا سيما "أنصار الدين" و "الجهاد و التوحيد".وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد أعلنت فى مطلع أفريل الماضي من جانب واحد إقامة دولة مستقلة فى اقليم أزواد بشمال مالي عقب سيطرتها وحركة أنصار الدين على مدن الشمال عقب الإنقلاب العسكري فى باماكو، غير أن حليفها السابق "أنصار الدين" لم يساندها فى فكرة الإستقلال، وجرت معارك بين الطرفين أدت فى النهاية الى طرد الحركة من جميع مدن اقليم أزواد.وكانت وكالات الأنباء العالمية قد نقلت قبل يومين عن القائد في حركة تحرير الأزواد إبراهيم أغ الصالح، قوله إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد تراجعت عن مشروع إنشاء دولة منفصلة بشمال مالي، وأعربت الحركة عن تطلعها لاستقلالية ثقافية، سياسية واقتصادية وليس دولة مستقلة بالمنطقة. من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا، مساء أول أمس عن بدء "مشاورات وطنية فى الأيام القادمة" من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية و ذكر أن مالى "تتأهب لكل الخيارات من أجل استعادة شمالى البلاد المحتل من قبل الإسلاميين".وأوضح ديارا في تصريح صحفي أنه "خلال الأيام المقبلة سيجرى تنظيم منتدى لتبادل الآراء بين القوى الحية وكذلك تشكيل جهاز استشارى يجمع بينها".وبشأن اللجوء إلى القوة فى تلك المنطقة قال ديارا "إنه ينتظر مقترحات المجموعة الاقتصادية لدول غربى إفريقيا بعد الزيارة التى قامت بها إلى باماكو بعثة فنية عسكرية تابعة للمنظمة الإقليمية التى أعلنت استعدادها لإرسال نحو 3 آلاف رجل إلى مالى.يذكر أن شيح موديبو ديارا زار فى الأسابيع الماضية كل من الجزائر وفرنسا وموريتانيا والمغرب والنيجر والسنغال لاستعراض الوضع فى بلاده وطلب المساندة. و كانت الجزائر في مقدمة البلدان الإفريقية التي دافعت عن الخيار السلمي للأزمة في مالي و ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية انتقالية في أقرب الآجال.