عاشت مدينة حلب السورية ومحيطها، أمس، على وقع مواجهات عنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي الجيش الحر، مع تسجيل مهاجمة المعارضة لمطار المدينة العسكري، وفي تطور آخر، شهدت الحدود السورية الأردنية اشتباكات بين جيشي البلدين وصفت بالأعنف منذ اندلاع الأحداث في سوريا وما تلاها من تداعيات. تواصلت المعارك الطاحنة وبمختلف الأسلحة بما في ذلك الطائرات بمدينة حلب مخلفة عددا غير محدود من القتلى والجرحى، وإذا كان من الصعب على أي مراقب معرفة ما حققه كل طرف من مكاسب، فإن جديد يوم أمس تمثل في مهاجمة المعارضة السورية لمطار حلب العسكري الذي تنطلق منه مروحيات الجيش النظامي وطائراته القتالية لقصف مقاتلي الجيش الحر المتحصنين داخل المدينة، وقد فسر المراقبون للشأن السوري حادثة مهاجمة المطار البعيد عن حلب بحوالي ثلاثين كيلومترا، بأنه مؤشر على أن مقاتلي المعارضة ليسوا محاصرين كما يقول النظام، وإنما يتحركون بحرية كبيرة، ودليل على أن حساباتهم أبعد من حلب. وعن طبيعة الهجوم، أكد مقاتلون من المعارضة أنهم شنوا ''هجوما من أجل الاستيلاء على المطار الذي تنطلق منه المروحيات والطائرات التي تقصف حلب''، وفي هذه الحالة فإن هذا التطور يؤكد حقيقة ما سبق وأعلنته الأممالمتحدة من أن هؤلاء المقاتلين أصبحوا يمتلكون بالفعل دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى غنموها من القوات الحكومية، وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن ''المراقبين أكدوا المعلومة القائلة بأن المعارضة في حلب تمتلك أسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات''. لكن وتقليلا على ما يبدو من أهمية حجم ما حصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الأمر يتعلق بدبابة واحدة كان عناصر الجيش الحر قد افتكوها من الجيش النظامي واستخدموها في قصف المطار، أما وكالة الأنباء الفرنسية فاكتفت بالإشارة إلى سماع أصوات انفجارات ورشقات رشاشة، من جهة المطار، لكن على عكس ذلك ذكر مقاتلون أن القصف ناتج عن ''هجوم من أجل الاستيلاء على المطار الذي تنطلق منه المروحيات والطائرات التي تقصف حلب''. ويسعى مقاتلو الجيش الحر للاستيلاء على قلعة حلب القديمة وقد اقتربوا بالفعل منها ولا يستبعد أن يفتكوها من قوات الجيش النظامي. وفي تطور آخر تحدثت مصادر سورية وأردنية، عن اندلاع اشتباكات بين الجيشين السوري والأردني فجر أمس، وقد وصفت الاشتباكات بأنها الأعنف من نوعها، ودون توفر تفاصيل عن أسباب ما حدث، تحدثت التقارير عن شبه غياب لحركة النازحين السوريين باتجاه الأردن، وهي الحركة التي سبق وتسببت في وقوع اشتباكين خلال الأسبوع الماضي. وفي جانب إنساني نشرت شبكة ''سي أن أن'' الأمريكية، تقريراً، جاء فيه أن المعتقلين لدى الجيش الحر يتعرضون للتعذيب رغم تأكيدات القائمين على هذا الجيش، بأنهم يعاملون الأسرى أفضل مما يعامل النظام المعتقلين لديه، وأوضح التقرير أنه تمت زيارة مدرسة ابتدائية في شمال البلاد اكتظت بعناصر الأمن والشبيحة اعتقلهم معارضون مسلحون، تضم نحو 112 سجين على الأقل، وقد تبين أن عددا من المعتقلين قد تعرض فعلا للتعذيب، وأجساد العديد منهم ما زالت تحمل آثار ذلك. إنسانيا دائما، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ''الفاو'' أن 3 ملايين سوري بشكل عام بحاجة إلى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي، وقالت المنظمة في تقرير لها هناك إن 5,1 مليون سوري يحتاجون إلى ''مساعدة غذائية عاجلة وفورية خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة''، ولا سيما في المناطق التي طالها النزاع ونزوح السكان بصفة خاصة.