شهد حي صلاح الدين في مدينة حلب شمال سوريا معارك عنيفة ابتدأت فجر السبت، وتمركز المقاتلون المعارضون في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم لهجوم الجيش السوري النظامي. وافاد مصادر صحفية ان المدنيين كانوا يتراكضون في الشوارع مع أطفالهم بحثا عن ملجأ يقيهم القصف وهم يحملون علب حليب وزجاجات ماء وبعض الطعام. ومستفيدا من قوة نارية هائلة شن الجيش السوري فجر السبت هجوما على حلب في محاولة لضرب المتمردين المتمركزين في جنوب غرب المدينة وخصوصا في حي صلاح الدين. وابتدأ القصف عند ساعات الفجر الأولى بمشاركة المروحيات والدبابات والمدفعية. وبدا حي صلاح الدين محاصرا في حين انتشر في أرجائه مقاتلون من المعارضة السورية مع بضعة أجانب قالوا بانهم ينتمون الى "لواء التوحيد المجاهدين". ومن بين هؤلاء الأجانب قدم بعضهم أنفسهم على انهم من الشيشان والجزائر والسويد ومن الفرنسيين المسلمين. كذلك تصدى المقاتلون المعارضون لهجوم شنته القوات النظامية انطلاقا من حي الحمدانية. وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية وقد دمرها مقاتلون معارضون، بالإضافة إلى جثث ستة من القوات النظامية، وأربعة من المقاتلين المعارضين. كما شوهدت على الطريق السريع بين الحمدانية وصلاح الدين دبابات مدمرة مع مدافع والى جانبها جثث خمسة جنود. وأعلن مسؤول عسكري في الجيش السوري الحر انه تم وقف هجوم الجيش السوري النظامي مساء السبت. وقال قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة"، مشيرا الى "تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالاضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين". واكد العكيدي ان "الهجوم الذي بدأ منذ نحو 12 ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية". وفي احد الاحياء جنوب غرب مدينة حلب، اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت مقاتلين معارضين وقد ثبتوا مدفعا رشاشا على شاحنة صغيرة حمراء اللون رشت على جانبها عبارة "لواء التوحيد المجاهدين"، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير اطلقها مقاتلون محتشدون الى جنب الطريق. وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع أصوات طلقات نارية بالتزامن مع سماع صوت المؤذن من جامع قريب.