قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إن جيشه النظامي يخوض معركة بطولية وحاسمة ستحدد مصير الشعب السوري والدولة السورية بقناعة أن “العدو يوجد بيننا ويقوم باستعمال عملاء من الداخل كوسيلة من أجل زعزعة استقرار البلاد”. وقال الأسد في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة والستين لإنشاء الجيش السوري إن هؤلاء يريدون حرمان الشعب السوري من حرية اتخاذ قراره، لكنهم فوجئوا بموقف هذا الشعب الذي تصدى لمخططه وسيفشلونه. وبنظر مراقبين سوريين فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الغربيين يسعون إلى تحويل سوريا إلى عراق آخر مع حرصهم على عدم “التورط بأنفسهم في الصراع” وذلك من خلال إذكاء نيران الخلافات الأهلية والطائفية بدلا من أن يقحموا قواتهم في المعركة. ويعتقد هؤلاء أن الولاياتالمتحدة تعتبر سوريا وإيران وحزب الله اللبناني عقبات رئيسية في طريق تحقيق سياستها في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي تعين زعزعة استقرارها وإضعافها قدر المستطاع من أجل التمكن من تجسيد تصورها الخاص بتجسيد الشرق الأوسط الكبير. وهو ما يفسر عدم تواني القوات النظامية في اللجوء إلى الطائرات المقاتلة التي عادة ما تستعمل في الحروب المفتوحة لدحر عناصر المعارضة المسلحة وهو الأمر الذي أكده ملاحظو الأممالمتحدة العاملين في هذا البلد، أمس، عندما أشاروا إلى أن طائرات مقاتلة قصفت معاقل عناصر الجيش السوري الحر في أحياء متفرقة في مدينة حلب، مدينة رجال الأعمال والطبقة الغنية في المجتمع السوري. وحتى وإن كان ميزان معادلة القوة بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة مختلا وغير متكافئ فإن ذلك لم يمنع مصادر أممية من التأكيد أن المعارضة أصبحت تمتلك هي الأخرى أسلحة ثقيلة بما فيها الدبابات ومدافع الميدان التي تمكن عناصرها من الاستيلاء عليها في معاركهم مع الوحدات النظامية. وشكل هذا التحول في طبيعة المواجهة المسلحة والأسلحة المستخدمة مصدر قلق للأمم المتحدة على مصير آلاف المدنيين السوريين الذين سيجدون أنفسهم محاصرين بين قوتين متحاربتين مما سيرغمهم على النزوح والفرار من ساحة المواجهات الأعنف من نوعها بين فرقاء الأزمة السورية. وقالت سوسن غوشة المتحدثة باسم فريق المراقبين الدوليين “إننا وقفنا على تبادل لإطلاق النار وقصف وانفجارات واستخدام الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة ومدفعية الميدان”. وقال الجنرال عبد الناصر فرزات قائد الجيش السوري الحر في مدينة حلب إن الاستيلاء على مقر المخابرات السورية في هذه المدينة الاستراتيجية يبقى الهدف النهائي من المعارك الدائرة مع القوات النظامية بقناعة أن سقوط هذا المقر يعني أن النصر آت بفضل الوجود المكثف لعناصر الجيش السوري الحر والمقدر عددهم بحوالي 4 آلاف مسلح. واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها قوات الحكومة السورية “بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حلب” وأشارت إلى أن الهجوم الذي شنته على المدينة كان تتويجا لأشهر من حملة “قمع” ضد الأصوات المعارضة لها.