لم يفوّت أغلب سكان مدينة سوق أهراس متابعة نهائي سباق 1500 متر في أولمبياد لندن، حيث كتمت المدينة أنفاسها طيلة فترة ما بعد الإفطار خلافا لبقية الأيام الرمضانية التي تعودوا فيها على مغادرة مساكنهم بمجرد الإفطار. ورغم شدة الحرارة فضل أغلب السكان متابعة السباق وانتظار ظهور مخلوفي توفيق على أروقة ميدان ملعب لندن، وكلهم أمل في أن يشرّف العداء الشعب الجزائري عموما والسوق أهراسي خصوصا ويحقق الفوز بإحدى الميداليات الثلاث، بينما اكتظت قاعات المقاهي بالشبان الذين يفضلون متابعة مثل هذه المنافسات جماعيا متحملين شدة الحرارة وتصبب العرق، وتابعوا الحدث وسط حماس منقطع النظير، ويراهن بعضهم البعض حول المراتب الثلاث التي يمكن للعداء الفوز بها، إلى أن تحققت المعجزة التي طالما انتظرها المتابعون لهذا السباق بانتزاع المرتبة الأولى والميدالية الذهبية التي أدخلت برأيهم مدينة سوق أهراس في تاريخ الألعاب الأولمبية. وفور تتويج مخلوفي توفيق بالميدالية الذهبية، انطلقت السيارات والحافلات والدراجات النارية تجوب شوارع وأحياء مدينة سوق أهراس، في الوقت الذي تحول فيه مسكن عائلة العداء في حي درايعية أحمد المعروف باسم دالاس، إلى قبلة لسكان مختلف الأحياء قدموا لتقديم التهاني لعائلة العداء، كما التف عشرات المواطنين من أبناء الحي وأصدقاء العداء حول مسكنه للتعبير عن فرحتهم الكبيرة بهذا التتويج التاريخي الذي شرّف الجزائر والبلدان العربية.