السَّكِينَة لغة: السُّكُونُ ضدُّ الحركة، سَكَنَ الشَّيء يَسْكُنُ سُكونًا، إذا ذهبت حركته. واصطلاحًا: السَّكِينَة ما يجده القلب من الطُّمَأنِينة عند تنزُّل الغيب، وهي نور في القلب، يَسْكُن إلى شاهده ويطمئن. قال الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ أَنَزلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ} التَّوبة 62. أي أنزل عليهم ما يُسكِّنهم ويُذهب خوفهم، حتَّى اجترءوا على قتال المشركين بعد أن ولَّوا. وقال تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا} التَّوبة 04. وعن ابن عبَّاس، رضي الله عنهما، قال: أفاض رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من عرفة، وعليه السَّكِينَة، ورَدِيفه أسامة. وقال: ''أيُّها النَّاس، عليكم بالسَّكِينَة، فإنَّ البِرَّ ليس بإيجَاف الخيل والإبل''، أي لازموا الطُّمَأنِينة والرِّفق. وللتَّحلِّي بهذه الصِّفة فوائد وآثار طيِّبة، تخصُّ الفرد المُتَحلِّي بها، وتعمُّ المجتمع من حوله. ومن فوائدها أنّها رداء ينزل فيثبِّت القلوب الطَّائرة، ويهدِّئ الانفعالات الثَّائرة، وأنَّ المُتَحلِّي بها يمتثل لأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''السَّكِينَة السَّكِينَة''. ومتى نزلت على العبد، استقام وصَلُحت أحواله، وصَلُح بالُه، وإذا ترحَّلت عنه، ترحَّل عنه السُّرور والأمن والدِّعة والرَّاحة وطيب العيش.