فاز مرشح الإسلاميين محمد المقريف برئاسة المؤتمر الوطني أمام مرشح الليبراليين علي زيدا،ن في مفاجأة غير متوقعة، خاصة وأن الأحزاب الليبرالية سبق وأعلنت اكتساحها لنتائج الانتخابات البرلمانية الأولى من نوعها في ليبيا، وكان فوزها برئاسة الحكومة والبرلمان تحصيل حاصل، إلا أن المنتخبين المستقلين رجحوا الكفة لصالح الإسلاميين على حساب البرلمانيين. ولم يكن فوز المقريف، ليلة أول أمس، بأعلى منصب تنفيذي وتشريعي في ليبيا ما بعد القذافي بالأمر السهل، خاصة وأن علي زيدان مرشح الليبراليين فاز بالدورة الأولى في انتخابات رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (رئيس المجلس التأسيسي)، ولكن زيدان لم يحصل على أغلبية الثلثين، ما تطلب جولة إعادة مع المرشح المدعوم من الإسلاميين الذي فاز بأغلبية 113 صوت مقابل 85 صوتا لمرشح الليبراليين من مجموع 200 نائب. غير أن المحامي جمعة عتيقة والمرشح المستقل من مصراتة، إحدى أكبر القبائل والمدن التي ساهمت بشكل أساسي في إسقاط نظام القذافي، فاز بمنصب نائب رئيس المؤتمر الوطني على حساب المرشح صالح مخزوم من حزب العدالة والبناء المنبثق عن الإخوان المسلمين. ويعد منصب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي (رئيس البرلمان) بمثابة الرئيس الفعلي لليبيا في المرحلة القادمة، لكن صلاحياته غير محددة، إلا أن المؤتمر الوطني الذي يعد بمثابة مجلس تأسيسي ستوكل له مهمة تعيين رئيس حكومة وصياغة دستور جديد للبلاد. التوازنات الجهوية والإيديولوجية خدمت المقريف وكان المقريف الخبير الاقتصادي والسفير الليبي السابق لدى الهند يعيش في المنفى منذ الثمانينات، وكان قياديا بارزا في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، أقدم حركة معارضة في ليبيا، والتي بذلت محاولات عدة لإنهاء حكم العقيد معمر القذافي. وينحدر المقريف من بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، حيث اندلعت الحركة المناهضة لنظام القذافي. وحزب الجبهة الوطنية الذي يتزعمه المقريف (72 عاما) امتداد لحركة المعارضة القديمة، وقد فاز بثلاثة مقاعد في الانتخابات التي أجريت يوم 7 جويلية. وفاز تحالف القوى الوطنية الائتلاف الذي يضم أكثر من أربعين حزبا ليبراليا صغيرا بقيادة مهندسي ثورة 2011 ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ب39 مقعدا من أصل 80 مقعدا مخصصة لأحزاب سياسية. وحزب العدالة والبناء المنبثق عن الإخوان المسلمين الذي يحظى ب17 مقعدا هو ثاني تشكيل سياسي في المؤتمر. وحل حزب المقريف في المرتبة الثالثة بحصوله على ثلاثة مقاعد فقط. وقد وزعت المقاعد ال120 الباقية على مرشحين مستقلين ما زالت ولاءاتهم وقناعاتهم غامضة، لكن الأحزاب تحاول استمالتهم حسب وكالة الأنباء الفرنسية. واعتبر عضو في حزب العدالة والبناء، طلب عدم كشف هويته، أن انتخاب المقريف ''انتصار للإسلاميين''، ولكن عضوا مستقلا قال إن عدة أعضاء في المؤتمر اختاروه على أساس اعتبارات جغرافية وليست طائفية أو سياسية. وأضاف أن عددا من الأعضاء المستقلين اتفقوا على اختيار رئيس من شرق البلاد لامتصاص التوتر في هذه المنطقة من ليبيا التي طالبت بمزيد من المقاعد في المؤتمر الوطني، وكانت تعتبر نفسها ''مهمشة'' في ظل حكم القذافي كما في عهد المجلس الوطني الانتقالي.