لازالت الحرائق تلتهم المئات من الهكتارات والغابات عبر عدة مناطق من الوطن، منذ حلول فصل الصيف، وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع واستمرار موجة الحر. وقد قضى أعوان الحماية المدنية، يومي العيد، بعيدا عن ذويهم في عدة ولايات، بفعل اندلاع حرائق جديدة من بينها بتيبازة، حيث تمكنوا من إنقاذ ثكنة عسكرية بشنوة من حرائق امتدت إلى نحو 30 مترا من محيطها. التهمت الحرائق التي اندلعت أمس الأول بجبل شنوة في تيبازة 90 هكتارا من الأشجار الغابية، أغلبها من الصنوبر الحلبي. وتمكنت وحدتا الحماية المدنية بشنوة وتيبازة من إخمادها بعد أن قضى أعوانها آخر أيام شهر رمضان وأول أيام العيد في مكافحتها. وتمكنت الحماية المدنية، من خلال عملية الإطفاء، من حماية الشبكة الكهربائية ونحو 3000 هكتارات من الغابات والمزارع الخاصة المتواجدة في أعالي وسفوح جبل شنوة، وحماية ثكنة عسكرية من الحرائق التي امتدت إلى نحو 30 مترا من محيطها. ووجدت مصالح الحماية المدنية، التي سخرت للعملية 18 شاحنة إطفاء و100 عون، صعوبة كبيرة في السيطرة على الحرائق في بدايتها، نتيجة اتساع رقعتها والتضاريس الصعبة للمنطقة المتميزة بالصخور الجبلية التي عرقلت تحركات رجال الإطفاء بعتادهم. غابات باتنةوخنشلة تلتهب وفي خنشلة لا تزال ألسنة اللهب، للشهر الثاني على التوالي، تلتهم أشجار الصنوبر الحلبي والبلوط والأعشاب اليابسة والحلفاء بغابات الولاية، حيث كان أول حريق اندلع بغابات بلدية طامزة بقرية عين ميمون حيث التهمت النيران أكثر من 150 هكتار، ثم اندلعت النيران في غابات بلدية الحامة والتهمت ما مساحته 5 هكتارات، ثم اندلعت في غابات بلدية تاوزيانت خاصة في جبل بوعلوان، ثم بوحمامة في المكان المسمى تاقرجومت، ثم رأس الماء، لتشمل غابات بني ملول ببلدية لمصارة التي تضررت كثيرا. وأمام تصاعد النيران وتوسع مساحات الحرائق، تمت الاستعانة بفرق الحماية المدنية لولايات تبسةوباتنة وأم البواقي، بالإضافة إلى إمكانيات مصالح الحماية المدينة والغابات لولاية خنشلة، لصعوبة التضاريس وانتشار سرعة اللهب بفعل هبوب رياح جنوبية، لتعلن حالة الطوارئ أمام التخوف من اقتراب النيران من المدن وشبكات الغاز الطبيعي، حيث ترك المواطنون سكناتهم وفروا في اتجاهات مختلفة، في الوقت الذي تم ترحيل عائلات من وسط الغابات التي عرفت نفوق حيوانات برية كالذئاب والغزلان. سلسلة من الحرائق تضرب غابات فالمة وفي فالمة، عرفت عدة نقاط غابية شمال غربي الولاية، في أول أيام عيد الفطر المبارك، حرائق مدمّرة أتت على مساحات معتبرة من الأشجار الغابية والأحراش والأدغال. وتصدر جملة الحرائق المسجلة، الحريق الغابي الذي اندلع بجبل دباغ وأتى على أشجار للفلين وبعض الأحراش. وعرفت منطقة الحدود المشتركة بين ولايتي سكيكدة وفالمة، بأقصى الجهة الغربية من الولاية، حريقين اثنين أتيا على مساحة معتبرة من الغابة ومن الأدغال والأحراش، كما أحدث حالة من الفزع في أوساط السكان القرويين. وعاشت مصالح الإطفاء التابعة لمحافظة الغابات حالة استنفار قصوى على امتداد كامل يوم العيد، وقد تمكنت من إخماد الحرائق المذكورة في وقت متأخر من المساء.