أوقفت السلطات العسكرية أربعة قياديين في مراكز حدودية بولاية تلمسان بعد عملية الاغتيال التي هزت المنطقة الحدودية في منطقة روبان بولاية تلمسان على الحدود بين الجزائر والمغرب. وقالت مصادر مسؤولة ل''الخبر'' إنه تم توقيف قائد حرس الحدود بمغنية، وقائد الكتيبة ب''بوست عبد الله''، وقائد مركز الحدود في ''الزعاطشة'' للتحقيق معهم، في سياق البحث في ظروف وملابسات الكمين الإرهابي، وذكرت أن قائد مركز حدودي آخر برتبة ملازم أول كان قد أصيب خلال العملية الإرهابية تم استدعاؤه مؤخرا للتحقيق أيضا قبل إحالة القضية على المحكمة العسكرية. وتأتي هذه التحقيقات فيما تواصل قوات الجيش تمشيط وتطويق منطقة جبل عصفور التي عسكرت فيها جماعات إرهابية في مرحلة من العشرية السوداء وذلك منذ اغتيال أربعة أعوان من الحرس البلدي في كمين بمنطقة روبان الحدودية في ولاية تلمسان. وشددت قوات الجيش إحكامها الحصار على المنطقة بحثا عن عناصر المجموعة الإرهابية التي نفذت كمينا ضد أعوان حرس الحدود، واستولت على خمس قطع أسلحة ''كلاشنكوف'' وجردت الضحايا من البذل العسكرية، لاستعمالها في حواجز مزيفة وعمليات إرهابية في المنطقة، فيما تردد بعض المصادر احتمال أن يكون الكمين مدبر من قبل بارونات التهريب الذين تكبدوا خسارة مالية بقيمة 25 مليار سنتيم دفعة واحدة بعد حجز أعوان حرس الحدود بضاعة ثمينة لهم عندما كانوا بصدد تهريبها من المغرب إلى الجزائر. وكشفت مصادر أمنية ل''الخبر'' تفاصيل هذه العملية، وذكرت أن قائد مركز حرس الحدود بمنطقة الزعاطشة كان يتناول وجبة الإفطار بمركز القيادة ''بوست عبد الله'' الواقع بين منطقتي روبان والزوية، والبعيد عن مقر عمله وأمر جنوده بالحضور إليه من منطقة الزعاطشة بمنطقة روبان الحدودية بعد الإفطار لإعادته مع إحضار سلاحه، وتنفيذا لأمر قائدهم توجه أربعة منهم إلى مركز القيادة ''عبد الله'' حاملين خمس قطع ''كلاشنكوف'' بما فيها سلاح القائد، وحين بلغوا منعرجا خطيرا على مستوى مرتفع ترابي كانت خلفته جرافة حين قامت بتسوية المعبر الجبلي الصعب قبل مدة زمنية، باغتتهم المجموعة التي نصبت لهم الكمين ووجهت لهم عيارات نارية من أسلحة ''كلاشنكوف'' كانت سببا في وفاة أربعتهم. وأوردت مصادرنا أن مرتكبي العملية الإجرامية لم يكتفوا باغتيال ضحاياهم بل جردوهم من أسلحتهم وحتى ألبستهم العسكرية بطريقة تركت آثار أظافر أصابعهم على جثثهم. وفي تلك الأثناء وبعد سماع طلقات نارية توجه قائد مركز حرس الحدود لمنطقة أخرى نحو موقع صوت الرصاص لمعرفة ما يحدث، وحين وصوله تلقى عيارا ناريا في رجله كما صرح بذلك أمام قيادته العليا، وذلك قبل أن يلوذ ''الإرهابيون'' بالفرار. وحسب تتبع آثار أقدام الإرهابيين من قبل المحققين، فإن منفذي الجريمة النكراء يكونون قد سلكوا بعد ذلك طريقا في اتجاه غابات جبل عصفور.