موازاة مع قول رئيس وزراء تركيا إن إقامة مناطق آمنة للنازحين داخل سوريا، مرهون بقرار من مجلس الأمن، كشف وزير خارجية فرنسا أن باريس وأنقرة حددتا هذه المناطق شمال وجنوب سوريا. وفي ظل هذه التطورات ينتظر أن يزور الإبراهيمي القاهرة نهاية هذا الأسبوع، ليحل بعد عشرة أيام بدمشق، حسبما كشفته مصادر ديبلوماسية عديدة. تسلم المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي رسميا يوم أمس مهمته التي لا يعرف أي كان مآلها، خاصة بعد أن أخذ الصراع بين النظام السوري والمعارضين له أبعادا يصعب معها العودة بالطرفين أو أي منهما إلى الوراء، وحسبما تسرب عن الخطوات المرتقبة للإبراهيمي، فإنه سيزور القاهرة هذا الأسبوع، للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية، ويتوجه بعدها بأيام إلى دمشق. وفي ظل هذه الأجواء أعلن كل من الجيش السوري الحر والقوات النظامية عن مهاجمة قوات المعارضة لقاعدة التدريب ''رسم العبود'' الجوية، وعن هذه المعركة، قال التلفزيون الرسمي بأن المهاجمين خسروا عددا من مقاتليهم وعددا من آلياتهم العسكرية، في حين قالت المعارضة إن مقاتليها قضوا على عدد معتبر من المدافعين عن القاعدة المستهدفة، وفي تطور آخر، قالت المعارضة عبر عدد من قنواتها أن مسلحيها استولوا على قاعدة جوية في دير الزور وقتلوا قائدها وأسروا 50 جنديا من جنودها، كما قالت المعارضة إن المنطقة المحيطة بقاعدة أبو زهور الجوية في محافظة إدلب شهدت هي الأخرى قتالا ضاريا. ميدانيا دائما، مازالت المعارك الطاحنة بين الطرفين في حلب تراوح مكانها ولا تزال حمص محاصرة وتتعرض لهجوم عنيف دون أن تتمكن القوات النظامية من اقتحامها، وكذلك الأمر بإدلب ودرعا ودير الزور، خاصة في منطقة البوكمال التي تمكنت فيها عناصر الجيش الحر من السيطرة على وحدة تابعة لقوات الدفاع الجوي والاستيلاء على قذائف صواريخ من نوع ''كوبرا''. وعن المشاريع المطروحة لمعالجة المعضلة السورية، استبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أي إمكانية لإقامة مناطق عازلة لاستقبال اللاجئين الهاربين من المعارك داخل أراضيهم من دون قرار من الأممالمتحدة، وقال في حوار تلفزيوني له مع قناة تركية إنه ''لا يمكننا القيام بذلك من دون قرار من مجلس الأمن الدولي''، لأنه ''من غير الممكن إنشاء منطقة عازلة من دون إقامة منطقة حظر جوي''، لكن مع هذا أضاف ''تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب النظام الوحشي لبشار الأسد''، معربا عن اقتناعه بأن ''الأسد ميت سياسيا'' وقد جاء هذا التوضيح بعد دعوة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأمن إلى ''التحرك من دون تأخير'' لإقامة مناطق عازلة، غير أن الخلافات العميقة بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حالت دون الوصول إلى إجماع يسمح بتبني القرار، لكن رغم هذا نسبت وكالة الأنباء التركية لمصدر دبلوماسي تركي قوله حسب برقية لوكالة الأنباء الفرنسية إن ''تركيا ستواصل جهودها من أجل إقامة مناطق محمية في سوريا للاجئين السوريين، رغم التحفظات التي وردت بشأن هذا الموضوع في مجلس الأمن الدولي، وفي انتظار حصول اتفاق بين الدول الكبرى، كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن باريس وأنقرة ''حددتا مناطق محررة'' شمالي وجنوبي سوريا، وهي مساحات ''خرجت عن سيطرة السلطات السورية، ويمكن أن تصبح ملاذا للمدنيين المحاصرين في حال من الفوضى، وذلك إذا تم توفير تمويل لها وأديرت بشكل ملائم''. وفي مجال البحث دائما عن حل للمعضلة السورية، قالت روسيا على لسان وزيرها للخارجية، إنه سيكون من السذاجة بمكان للقوى الخارجية أن تتوقع من الرئيس السوري بشار الأسد أن يسحب قواته من مدن بلاده الكبرى أولا ومن ثم ينتظر أن يفعل المسلحون الشيء ذاته، وقال سيرغي لافروف، إن مطالبة النظام السوري بذلك يعتبر بمثابة دعوته إلى الاستسلام، وهي دعوة لا يحق للدول الغربية وحليفاتها العربيات إصدارها، وقال الوزير الروسي في حديث له في المعهد الحكومي الروسي للعلاقات الدولية بموسكو ''عندما يقول شركاؤنا إن على الحكومة السورية التوقف أولا وسحب قواتها وأسلحتها من المدن، ثم يطلبون من المعارضة عمل الشيء نفسه، فهذه خطة غير عملية بالمرة''، ثم أضاف ''إن الذين يطالبون دمشق بسحب قواتها أولا إما أن يكونوا ساذجين، أو أن يكون طلبهم مجرد استفزاز''.