قالت مصادر أمنية مطلعة على ملف الإرهاب، ل''الخبر''، إن قوات الأمن المشتركة المرابطة في الحدود الجزائرية المالية قامت، في غضون الساعات القليلة الماضية، بإعداد مخطط أمني تمهيدا لاستلامها إرهابيا خطيرا يدعى ''صالح الناصري'' والملقب أبو الليث الطاهر، والذي يوصف بأنه ''العلبة السوداء'' في تنظيم القاعدة بالساحل. أفادت مصادر أمنية بأن هذا الإرهابي الخطير والمعروف عنه التخطيط لجميع العمليات الإرهابية التي استهدفت مؤسسات الدولة، خاصة منها الأمنية، كان قد تقلد مناصب عدة في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، أبرزها أمير لسرايا عديدة، خصوصا سرية الموت التي كانت مكلفة بنقل الأسلحة من الدول التي شهدت تصعيدا أمنيا خطيرا إلى معاقل تنظيم القاعدة في الساحل، بالإضافة لكونه كان الرجل الثاني في المعركة التي شنها التنظيم الإرهابي على شمال مالي، غداة سيطرته المطلقة على مدينة غاو التي كانت قد اتخذتها الحركة الوطنية لتحرير الأزواد عاصمة لها لأزيد من 4 أشهر، بعد طرد القوات النظامية المالية منها. وفي سياق متصل، كشف العارفون بخبايا الأمن في دول الساحل أن هذا الإرهابي كان قد تعرض ل3 محاولات تصفية من طرف رفاقه، وهو ما أخذته الجهات الأمنية المكلفة بأمر تسليمه لنفسه بعين الاعتبار، وذلك من خلال السعي جاهدة لتأمين حياته. وعن أبرز الدوافع التي جعلت هذا الإرهابي يفكر في تسليم نفسه، فهي الضربات الموجعة التي وجهتها قوات الأمن المشتركة لفلول الإرهابيين، بحيث تمكنت من القضاء على 32 إرهابيا وإلقاء القبض على 23 آخرين منذ حلول السنة الجارية. كما تم تفكيك، خلال الفترة الأخيرة، أزيد من 6 شبكات دعم وإسناد، ما سمح للأجهزة الأمنية بحصر التحركات الإرهابية وتضييق الخناق عليها في المناطق الصحراوية. وتأتي هذه المستجدات الاستثنائية في وقت ضاعفت قوات الجيش الوطني الشعبي تواجدها في الحدود الجنوبية، حيث تضرب حصارا على الجماعات الإرهابية في المسالك الصحراوية، ما اضطر عناصر الجماعات الإرهابية إلى البحث عن مناطق أخرى يقل فيها تواجد قوات الأمن. في سياق متصل، قالت مصادر أمنية ل''الخبر'' إن مصالح الأمن بمختلف ولايات الجنوب فتحت، منذ أيام، تحقيقا معمقا حول قضية اختفاء 15 شابا جزائريا أشيع أنهم التحقوا بسرايا تنظيم القاعدة المنتشرة عبر طول الشريط الصحراوي، الذي يمتد إلى الساحل الإفريقي. ولم تستبعد العديد من الجهات المختصة في مكافحة الإرهاب بالجزائر، التحاق شباب قاطنين بولايات الجنوب الجزائري الكبير بالتنظيمات الإرهابية، خصوصا منهم الذين ينحدرون من ولايات (إيليزي - تمنراست - ورفلة - الوادي - أدرار) والذين يختفون بين الفينة والأخرى.