حققت قوات الأمن عملية أمنية نوعية، تم خلالها توقيف ثلاثة إرهابيين في بريان بولاية غرداية، بينهم الضابط الشرعي، رئيس اللجنة القضائية وعضو مجلس الأعيان في تنظيم القاعدة، المسمى نسيب طيب والمكنى عبد الرحمن أبو إسحاق السوفي. رفعت أجهزة الأمن من درجة استنفارها الأمني خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنقضي، وباشرت العديد من العمليات الأمنية ضد الجماعات الإرهابية. وتمكنت يوم 27 من رمضان، الموافق لمنتصف الشهر الجاري، من توقيف قيادي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أبو إسحاق السوفي، إثر عملية بحث واسعة باشرتها القوات المختصة للجيش الشعبي الوطني. وتم توقيف عبد الرحمن السوفي رفقة اثنين من مرافقيه في حاجز أمني بمدخل مدينة بريان بغرداية، وهم على متن سيارة رباعية الدفع، وكانوا حسب المصالح المختصة متجهين إلى منطقة الساحل. وأفادت مصادر أمنية بأن قيادي التنظيم ومعاونيه أوقفوا وهم بصدد القيام بمهمة وصفت ب''البالغة'' لدى قيادة التنظيم. وأشارت إلى أن أبو إسحاق السوفي كلف من قبل الأمير الوطني، أبو مصعب عبد الودود، بالتوجه إلى أمراء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالساحل، وهم مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد ونبيل أبو علقمة، في إطار مساع، تشير المصادر، أنها ترتبط بمحاولات ''وضع حد لتمرد وعصيان البعض منهم على قيادة التنظيم المركزية''. ويعتبر عبد الرحمن أبو إسحاق السوفي من العناصر الأولى التي التحقت بالجماعات الإسلامية المسلحة، ورتب في جدول المبحوث عنهم لدى الأجهزة الأمنية منذ العام .95 وتشير مصادر أمنية إلى أن أبو إسحاق يعتبر ''أميرا'' ذا أهمية كبيرة في التنظيم، وعنصرا فعالا مقربا من الأمير الوطني عبد المالك دروكدال. وقد تم استرجاع، خلال العملية الأمنية، مسدسات آلية ووثائق مهمة ومراسلات خاصة مع أعضاء قيادة تنظيم القاعدة. من جهة أخرى، تم الكشف عن هوية الإرهابي الذي اعتقلته قوات الجيش، يوم الثلاثاء الماضي، في منطقة الماء الأبيض بولاية تبسة قرب الحدود مع ليبيا، ويتعلق الأمر بالمدعو عماد الليبي، وهو من أصول ليبية وينشط مع القاعدة في الجزائر ويبلغ من العمر 30 سنة. كما كانت قوات الجيش قد قضت على إرهابي خلال العملية. وتزامنت العملية مع تفكيك مصالح الأمن شبكة لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة، تم إثرها توقيف 14 شخصا بينهم امرأتان عقب العملية المذكورة التي تم فيها استرجاع بندقية من نوع كلاشنيكوف، بينما تمت إحالة أفراد شبكة دعم الإرهاب على العدالة بعد استكمال التحقيقات الأمنية. وشهدت العشر الأواخر من رمضان، قيام الأجهزة الأمنية بعمليات وصفت ب''الناجحة''، حيث تم توقيف الإرهابي بن عبيدي مصطفى في كمين نصب له بمنطقة عمال ببومرداس وبحوزته متفجرات كان بصدد نقلها إلى معقل مجموعة مسلحة تنشط بالمنطقة. وتضاف العمليات النوعية التي حققتها القوات المختصة للجيش إلى سلسلة عمليات أمنية باشرتها مصالح الأمن خلال الأيام العشرة الأخيرة لشهر رمضان، حيث تم القضاء على أربعة إرهابيين وسط الميلية، أمس الأول، وقبلها إحباط مخطط إرهابي للهجوم على الأكاديمية العسكرية لشرشال بعد توقيف شاب كان بصدد تصوير محيط الأكاديمية. وسبق هذه العمليات، القضاء على إرهابي والقبض على آخر في بني عمران ببومرداس يوم 12 أوت. جاءت العملية بعد أيام من عملية ثانية لا تقل أهمية، تم خلالها إيقاف أحد قيادات القاعدة في أحد مرتفعات بومرداس، حيث أوقف رئيس إحدى خلايا الإمداد الرئيسية في التنظيم وعضو في خلية إعداد الانتحاريين في العاصمة، في عمليتين نوعيتين،انتهتا بمقتل 3 إرهابيين في منطقة بني عمران بولاية بومرداس، وإيقاف الإرهابي المكنى ''أبو سهيل''. وتشير مصادرنا إلى أن العمليتين النوعيتين تم التحضير لهما بعد نجاح مصالح الأمن في تحقيق اختراق نوعي في شبكة اتصالات القاعدة بين شمال مالي أو إقليم أزواد والجزائر، وسمحت عملية الاختراق بإيقاف المدعو أبو سهيل، في بداية الأسبوع الثاني من شهر أوت، بعد اقتحام موقع محصن للقاعدة في أحد مرتفعات منطقة بني عمران، شرقي العاصمة. وقد قتل في هذه العملية 3 إرهابيين، وأوقف قيادي في القاعدة عرف في نشرات مصالح الأمن بأنه عضو الخلية التي تتكفل بتنفيذ العمليات الخاصة في القاعة، وقد ظهر متنكرا في فيديو العملية الانتحارية ضد مقر الأم المتحدة في العاصمة قبل سنوات. لكن الصيد الثمين الذي وقع في يد مصالح الأمن هذه المرة، وفهم منه متابعون للشأن الأمني بأنه رد أمني على التفجيرات الانتحارية في ورفلة وتمنراست وعملية اقتحام قنصلية الجزائر في غاو واختطاف موظفيها، كان عندما أوقفت وحدة عسكرية سيارة رباعية الدفع كان على متنها 3 أشخاص على مستوى الطريق الوطني رقم واحد، في مكان يقع بين بريان بولاية غرداية وبوزبير بولاية الأغواط، ومنعت ركاب السيارة من استعمال رشاشات آلية من نوع كلاشنيكوف كانت بحوزتهم، وأوقفت الجماعة الإرهابية واقتادتها إلى غرداية ومنها إلى العاصمة. وحسب مصدر أمني رفيع، فإن العملية التي اتسمت بالسرية البالغة تمت في غضون دقائق، لكن الإرهابيين الموقوفين كانوا محل مراقبة منذ انطلاق سيارتهم من العاصمة يوم 15 أوت الماضي. ويعد قاضي القاعدة أو رئيس اللجنة القضائية في القاعدة ببلاد المغرب المسمى نسيب طيب وينشط في العمل الإرهابي منذ العام 1995 تحت اسم عبد الرحمان أبو إسحاق السوفي، الرجل الثالث في التنظيم بعد قائد الجماعة ورئيس مجلس الأعيان. بينما أوقف مع أبو إسحاق السوفي إرهابيان أحدهما يدعى لقوش طاهري، محل بحث لدى مصالح الأمن منذ العام 2003، وإرهابي آخر مازالت هويته غير معروفة. وضبطت القوة العسكرية التي كانت تختبئ في حاجز ثابت للدرك الوطني شمالي بريان، أجهزة اتصال حديثة ورسائل موقعة من قائد القاعدة عبد المالك دروكدال وأختاما تخص التنظيم وجوازات سفر جزائرية وأجنبية مزورة، وأكثر من 400 طلقة ذخيرة وقنابل يدوية كانت مخبأة بعناية شديدة داخل هيكل السيارة.