فجر انتحاريان من الجيش السوري الحر سيارتين مفخختين داخل مقر رئاسة أركان الجيش السوري، في ساحة الأمويين بقلب دمشق، ما خلف أربعة قتلى من الحراس و14 جريحا، حسب التلفزيون السوري الرسمي. دارت عقب التفجيرين اشتباكات عنيفة داخل مجمع هيئة الأركان العامة في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما نفى وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إصابة وزير الدفاع، العماد فهد جاسم الفريج، في الانفجارين. وقتل صحفي من قناة ''العالم'' الإيرانية، فيما أصيب مدير مكتب القناة بدمشق بجروح. وتبنت جماعة إسلامية تسمي نفسها ''تجمع أنصار الإسلام'' هذا الهجوم، وأعلنت مقتل 5 مهاجمين من رجالها، وأوضحت أنها هاجمت المدخل الرئيسي لمجمع هيئة الأركان بسيارتين مفخختين، كما تم زرع قنابل في الطابق الثالث للمبنى بالتعاون مع أحد العسكريين العاملين في هيئة الأركان. على صعيد آخر، شهد مؤتمر المعارضة السورية بالداخل، الذي جرى أمس في دمشق، مفاجأة من العيار الثقيل من خلال مشاركة عدد من ضباط وعناصر ''الجيش الحر'' كأطراف في الحوار، حيث أعلن بعضهم عودتهم عن الانشقاق ووضع إمكانياتهم مجددا في سبيل ''وحدة سوريا والعمل بالإصلاح وليس بالتدمير والتخريب'' من أجل مصلحة الشعب السوري، على حد قولهم. وقال المقدم خالد عبد الرحمن الزالم، ممثل المجلس العسكري في المنطقة الجنوبية للجيش الحر، في كلمة أثناء المؤتمر: ''نرفض حمل السوري السلاح بوجه أخيه السوري.. بدأنا نفكر بما آل إليه وطننا الحبيب ورأينا أن رفع المعاناة عن شعبنا يتطلب عمل وجهد كل المؤمنين والمخلصين، وهذا يجب السعي إليه بحق... لذلك قررنا العودة عما أقدمنا عليه والتعاون مع وزارة المصالحة الوطنية لتسوية أوضاعنا، ولنضع أنفسنا تحت تصرف قيادة الجيش''. وأضاف المقدم الزالم: ''الحل في سوريا يكون بالعودة عن الخطأ، فكلنا سوريون ونرفض الثورة التي تبدأ بالدم وتحلل قتل الأبرياء''. كما أكد أن ''الطريق مفتوح ليعود البقية من رفاق السلاح، لأن الحل في سوريا سياسي ويجب علينا جميعا الاتفاق على ما تحتاجه سوريا ويحتاجه الشعب السوري بالإصلاح وليس بالتدمير. بدوره، قال قائد سابق لمجموعات مسلحة في حلب، واسمه ياسر العبد: ''أؤيد جهودكم لحل الأزمة، وأنا معكم من أجل ذلك.. أرادوا إحراق بلدنا والمستهدف هو وطننا ولذلك تخليت عن السلاح''. بالموازاة مع ذلك، وصل عدد القتلى، خلال 18 شهرا من الأزمة السورية، 30 ألف قتيل من بينهم 7322 عسكري. ورأى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في مؤتمر صحفي مشترك مع ووزير الخارجية الألماني، أن ''المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، يواجه مهمة مستحيلة''. وأعلن عن اجتماع سيعقد لوزراء الخارجية العرب في نيويورك لبحث الملف السوري، لافتا إلى أن ''المقترح القطري لا يتضمن إرسال قوات مقاتلة عربية إلى سوريا''.