الوجوه المحرَّمة كثيرة، مثل الغضب والسرقة والخيانة والربا وغير ذلك، وكذلك إذا كان مال الإنسان الّذي تعامله أو تأخذه من يده حرامًا لم يَقُدْك الأخذ من ماله، وإن كان بوجه سائغ في الشرع، مثال ذلك: أن يُهدي إليك أو يبيع لك، على وجه صحيح، من تعلم أنّ ماله حرام شيئًا من ماله ذلك فليس تُصيِّرُه المعاملة الصحيحة فيما بينك وبينه حلالاً مهما كان حرامًا؟ وهذا موضع إشكال، وقد يغلط فيه من لا بصيرة له، فعُلم أنّ المعاملة وإن كانت صحيحة لا تصيِّر الحرام حلالاً، وأنّ المعاملة الفاسدة يصير بها الحلال حرامًا، كالّذي تعامله معاملة غير صحيحة من ربًا ونحوه على مال حلال، فيصير ذلك المال الحلال حرامًا. الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني