اعترف الصحفي الفرنسي إيدوي بلينال بأن صحيفة ''ميديا بارت'' الإلكترونية ساهمت في قطع الطريق أمام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وعدم تمكينه من الفوز بعهدة رئاسية ثانية. وذكر بلينال، الفائز بجائز ''عمر أورتيلان'' الدولية لسنة 2011، أن الصحيفة ساهمت في كشف العديد من قضايا الفساد في فرنسا. تحدث الصحفي الفرنسي المثير للجدل، إيدوي بلينال عن تجربته الصحفية، وظروف انتقاله من يومية ''لوموند'' إلى الصحافة الإلكترونية، وإنشائه لصحيفة ''ميديا بارت''. وقال في محاضرة ألقاها أمس بالمعهد الفرنسي في الجزائر، حول ''صحافة التحريات في ظل وسائل الإعلام الجديدة''، إن ''ميديا بارت'' كشفت كثير من قضايا الفساد، ومكنت الدولة الفرنسية من جلب أموال كثيرة على شكل ضرائب على الثروة غير المصرح بها، في إشارة منه إلى قضية ''كريستاين بيتنكور'' الشهيرة. واستهل بلينال محاضرته بالحديث عن تأثيراته الفكرية، فتوقف عند الفكر المعارض للاستعمار، ثم تحدث عن مؤلفين فضحوا ظاهرة التعذيب في المستعمرات، وكل المظاهر اللاعقلانية التي تمس روح الثورة الفرنسية في الصميم، فتوقف عند فرانسوا مورياك، وألبير لوندر، وبيار فيدال ناكي. واعتبر مدير تحرير صحيفة ''ميديا بارت'' الإلكترونية أن هذه الأفكار هي التي وضعته على خطى العمل الصحفي منذ أن كان طالبا ثانويا بالجزائر العاصمة خلال ستينيات القرن العشرين. وقال ''هنا تعلمت كيف أضع المشرط على الجرح''. وذكر بلينال في المحاضرة التي ألقاها أمام جمهور غفير، أن الصحفي في الأزمنة الحالية عليه أن يتحلى بالأمانة وليس بالموضوعية. معتبرا أن الحكومات ليست هي التي تعد بمثابة عدو للصحفي، بل مظاهر الإعلام الجديدة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، وحددها في ظاهرة التسلية، التي أصبحت تطغى على الجانب الخبري لوسائل الإعلام. وانتقد بلينال النخب المثقفة في فرنسا والعالم العربي، وقال إنها تعيش بعيدة عن الواقع، ولا تعرف نبض الشارع. وبخصوص صعود التيار الإسلامي في تونس، قال ''قلت للرئيس المرزوقي شخصيا، لو كنتم تعرفون التوجهات الحقيقية للشارع، ما كنتم تصابون بالدهشة من فوز الإسلاميين بالانتخابات''. وفي نفس السياق، ذكر المحاضر أن الأنظمة الغربية كانت تغض الطرف عن تجاوزات الأنظمة العربية خوفا من صعود الإسلاميين واستيلائهم على السلطة.