أجرت القوات البحرية الجزائرية بالواجهة الغربية بالتنسيق مع وزارة البيئة، أمس، تمرينا متعدد الجنسيات حول كيفية مواجهة كارثة بيئية جراء تعرض ناقلة محروقات لحادث خطير، استعملت فيه ولأول مرة قاطرتي نجدة في أعالي البحار ومروحيتين، وذلك تحت مراقبة ضابطين ساميين من قوات حلف الأطلسي وإشراف عمارة بن يونس، وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة. وتمثل سيناريو التمرين الذي حضره مراقبون أيضا من الدول الشريكة مع الجزائر في إطار مبادرة 5 + ,5 في أن ناقلة بترول خام تغادر ميناء بطيوة الصناعي في اتجاه مضيق جبل طارق، وأثناء خروجها من خليج أرزيو وجراء تكاثف الضباب وضعف الرؤية تصطدم بباخرة تجارية من نوع ''رورو'' كانت متجهة نحو ميناء أرزيو. وتسبب الحادث في غرق الباخرة التجارية واندلاع حريق على متن ناقلة المحروقات مع تسرب البترول الخام في البحر، ما دفع بقائد السفينة المشحونة بالبترول الخام إلى إرسال برقية نجدة مستعجلة استقبلها المركز الجهوي لعمليات الحراسة والإنقاذ بوهران الذي أعلن حالة طوارئ في وقت مناسب سمح بتنظيم وسائل التدخل لا سيما وسائل البحث والإنقاذ الجوية لإنقاذ العنصر البشري، مع تفعيل مخطط مكافحة التلوث البحري ثم جر الناقلة إلى منطقة آمنة بعد تطويق المنطقة الملوثة بواسطة سد عائم قبل القضاء عليها نهائيا. ومن الوسائل العسكرية المستعملة في التمرين متعدد الجنسيات المراقب من قبل أجانب يتقدمهم ضباط من قوات حلف الأطلسي، السفينة المدرسة، ولأول مرة قاطرتي نجدة في أعالي البحار و4 طوافات حرس السواحل من نوع ''بي ''3 وطوافة من نوع ''بي ''4 بالإضافة إلى زورق إنقاذ ومروحيتين للبحث، استعملت إحداهما في إجلاء المصابين من ناقلة البترول الخام و4 زوارق نصف صلبة وكذا فريق من الغواصات. ومن الوسائل المدنية شاحنات الحماية المدنية لولاية وهران ومستشفى متنقل نصب بميناء أرزيو. والهدف من هذا التمرين، حسب المقدم محمد قدور، مسؤول الإعلام والاتصال بحرس السواحل، هو تبادل الخبرات في إطار مكافحة التلوث البحري وتقوية التنسيق ما بين السلطات المدنية والعسكرية في إطار مخطط ''تل بحر'' فضلا عن تطوير مجال التنسيق. وأشاد عمارة بن يونس بما تتوفر عليه الجزائر من إمكانيات في مجال محاربة التلوث البيئي ومواجهة الكوارث البحرية، مشددا على أن ذلك من أهم انشغالات الحكومة الجزائرية.