قال وزير تهيئة الإقليم والبيئة والمدينة، عمارة بن يونس، خلال إشرافه أمس على المناورات الافتراضية بعرض البحر بأرزيو بحضور ممثلين عن مجموعة ال »5+5« والحلف الأطلسي »الناتو«، أنّ الإمكانيات المستعملة في هذا التمرين لو كانت متوفرة في سنة 2004 لما غرقت »سفينة بشار« أو على الأقل »لم تكن الخسائر معتبرة«. استنفار حادّ عرفته المياه الإقليمية بأرزيو صباح أمس، حيث تمّ تصميم سيناريو الحادث من خلال خروج ناقلة نفط مشحونة بالبترول تسمى »أعالي البحار« من ميناء بطيوة متوجهة نحو مضيق جبل طارق، وفي طريقها وبالمياه الإقليمية بأرزيو اصطدمت بسفينة تجارية بسبب الضباب وانحجاب الرؤيا، إذ تحطمت قاطرة الباخرة ونشب فيها حريق مهول وتسربت كميات معتبرة من البترول في عرض البحر. وهو الأمر الذي إنجر عنه التدخل السريع للوحدات التابعة للجنة »تل بحر« بناء على اتصالات المركز الجهوي العملياتي وتنصيب خلايا محلية وجهوية ووطنية مشكلة من عدة جهات عسكرية ومدنية من بينها الوحدات التابعة للقوات البحرية للواجهة الغربية بالناحية العسكرية الثانية ومصالح حرس السواحل والحماية المدنية ومصالح الأمن والدرك ومصالح وزارة البيئة وتشكيل مستشفى متنقل لتقديم الإسعافات الأولية للضحايا. كما تم الاستنجاد بالقاعدة الجوية باستخدام مروحيات الجيش والحماية المدنية في عملية الإنقاذ وتطهير البحر من الملوثات، ويدخل هذا التمرين في إطار تفعيل مراكز العمليات وتقييم تقنيات عمليات مكافحة التلوث البحري والتنظيم والمراقبة والاتصال والإنقاذ وتقييم فعالية التدخل وسرعته والتحكم في الإجراءات النظرية وتطويق الكارثة والحد من مخلفاتها، واختبار مدى الجاهزية والتنظيم واستغلال المعلومات حسب ما صرّح به الوزير عمارة بن يونس الذي قال أنّ هذه الإمكانيات كان بالإمكان أن تجنّب كارثة غرق »سفينة بشار« في سنة 2004. وتجدر الإشارة إلى أنّ اللجنة الوطنية »تل بحر« يرأسها وزير البيئة، وقد تمّ إجراء التمرين متعدد الجنسيات بحضور الوفد المشارك في الملتقى الدولي بمركز عقد الاتفاقيات أول أمس، بخصوص محاربة التلوث البحري عن طريق المحروقات، وذلك من أجل تبادل التجارب والخبرات العسكرية وإظهار مدى التحكم في الجانب القانوني وطلب التعويضات وإشراك المنظمات المدنية في العملية.