قال مسؤولون إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة في كنيسة كاثوليكية بشمال نيجيريا يوم الأحد مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 100 وأثار هجمات انتقامية قتل فيها ما لا يقل عن شخصين آخرين. وأفاد شهود عيان بأن الانتحاري اقتحم بسيارته الجيب في الصباح كنيسة سانت ريتاز المزدحمة في منطقة مالالي بمدينة كادونا المضطربة والتي يقطنها مزيج من أعراق وأديان مختلفة. قال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ يوشوا شعيب إنه تأكد مقتل ثمانية أشخاص واصابة ما يزيد على 100 آخرين بجروح. لم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور إلا أن جماعة بوكو حرام الإسلامية أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مشابهة في الماضي وهاجمت عددا من الكنائس بقنابل وأسلحة منذ أن صعدت من حملتها ضد المسيحيين العام المنصرم. قال أحد الشهود الذين نجوا من الانفجار ويدعى لينوس لايتهاوس "ألحق الانفجار الكبير أيضا أضرارا بالكثير من المباني في المنطقة." ووصلت الشرطة في وقت لاحق وأغلقت المنطقة. وكثيرا ما تستهدف هجمات الكنائس الحزام الأوسط في نيجيريا حيث يتلاقى الجنوب الذي يغلب عليه المسيحيون مع الشمال ذي الأغلبية المسلمة وحيث يحتدم التوتر الطائفي. وبعد قليل من الانفجار خرج شبان مسيحيون غاضبون إلى الشوارع وقد تسلحوا بالعصي والسكاكين. وشاهد مراسل من رويترز جثتين على جانب طريق وسط برك من الدماء. وصرخ شاب قميصه ملطخ بالدماء قبل أن تطارده الشرطة هو ورفاقه قائلا "قتلناهم وسنقتل المزيد". وأقامت الشرطة حواجز على الطرق ونشرت دوريات في أنحاء البلدة في مسعى لمنع انتشار العنف. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان إن 2800 شخص على الأقل لاقوا حتفهم في القتال منذ بدأت بوكو حرام تمردها في 2009. ومعظم القتلى من المسلمين في شمال شرق البلاد حيث تستهدف الجماعة عادة الساسة وقوات الامن. وتقول بوكو حرام إنها تقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية في نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة نصفهم مسيحيون والنصف الآخر مسلمون. وقال شاهد آخر يدعى دانيل كازاخ وهو من الطلبة الكاثوليك في الكنيسة إنه رأى ثلاث جثث على أرض الكنيسة التي غطتها الدماء بعد الانفجار. وفي أغلب الهجمات المماثلة التي وقعت في السابق لم يتمكن المهاجمون من دخول الكنائس ونفذوا تفجيراتهم عند مداخلها أو في ساحات مخصصة لانتظار السيارات. وقال صنداي جون وهو متحدث باسم مستشفى سانت جيراردز الكاثوليكي إن المستشفى يعالج 14 مصابا. وذكر المسؤول بالإدارة الوطنية للطوارئ أن مستشفى جاركورا به 84 ضحية على الأقل. وهرع الكثير من السكان إلى داخل منازلهم خوفا من تصاعد أعمال القتل الطائفي الذي تشهده كادونا بين الحين والآخر. وتسبب هجوم بقنبلة في كنيسة بولاية كادونا في يونيو حزيران في إثارة أعمال عنف متبادلة استمرت أسبوعا وخلفت ما لايقل عن 90 قتيلا