تواصل، أمس، ولليوم الثاني، إضراب الأسلاك المشتركة على مستوى جميع مستشفيات الوطن، حيث تم تسجيل شلل تام بمختلف المصالح، خاصة العمليات الجراحية، التي تراجع معدلها ب07 بالمائة، فيما توقف برنامج التلقيح الخاص بالرضع، الذي انطلق مؤخرا، ما نتج عنه حالة استنفار داخل العيادات، بسبب استياء المواطنين، باعتبار أن الإضراب سيستمر اليوم، ليستأنف الأسبوع المقبل. عاد حوالي 60 ألف عامل في الأسلاك المشتركة بقطاع الصحة، إلى إضرابهم الوطني الدوري مثلما كان مقررا، حيث شهدت مختلف المصالح الطبية على مستوى المؤسسات الاستشفائية والعيادات العمومية، حالة شلل غير مسبوقة، لم تسلم منها مصلحة العمليات الجراحية، التي شهدت حالة طوارئ، بسبب رفض العمال المهنيين وأعوان النظافة القيام بمهامهم، ما حال دون إجراء العمليات التي كانت مبرمجة. وسجلت مصلحة التحاليل الإشعاعية أيضا، حالة استنفار وطوابير لمرضى تهافتوا على المستشفيات لإجراء تحاليل وأشعة، أو لاستلام نتائج تحاليلهم، حيث وجدوا الأبواب مغلقة ولافتات مكتوب عليها ''الأسلاك المشتركة في إضراب..''، على غرار المصالح الأخرى التي توقف بها العمل بشكل كلي، ماعدا مصلحة الاستعجالات التي سارت فيها الأمور بشكل عادي. وقال الناطق الرسمي باسم تنسيقية الفروع النقابية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين، بتراوي محمد ل''الخبر''، إن الإضراب شهد تنظيما محكما، ما يفسر التحاق عدد كبير من المؤسسات الاستشفائية، خاصة في ولايات الجنوب، كسابقة في القطاع. وحسب محدثنا، فإن الإدارة مارست ضغوطا وتهديدات على المضربين، قصد ترهيبهم وإرغامهم على استئناف العمل، رغم شرعية الإضراب يضيف، الذي تم الشروع فيه، ب''مباركة'' من المركزية النقابية، واتحادية الصحة، التي التقت بممثلي الفروع النقابية، بعد الوقفة الاحتجاجية الأخيرة لمستخدمي القطاع، أمام دار الشعب، حيث تقرر استئناف الحوار والمفاوضات داخل هذا التنظيم النقابي الذي عرف انشقاقا منذ عدة أشهر أدى إلى ميلاد تنسيقية الفروع النقابية. وتعرض عمال الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيون في مستشفيات عديدة عبر الوطن، إلى تهديدات بالفصل والخصم من الرواتب، على غرار ما حصل في ولاية الجلفة، يقول الناطق باسم التنسيقية، ما اعتبره مخالفا لمختلف القوانين التي تخول الحق في ممارسة النشاط النقابي والإضراب في إطار شرعي. ومن المنتظر أن يتواصل اليوم الإضراب الدوري، في انتظار استئنافه الإثنين المقبل لمدة ثلاثة أيام أخرى، غير أن الناطق باسم الفروع النقابية، أكد بأن أبواب الحوار مفتوحة، مشيرا إلى أن ممثلي التنسيقية في أتم الاستعداد للجلوس إلى طاولة الحوار مع مسؤولي وزارة الصحة، قصد مناقشة الملفات العالقة، وتجنيب القطاع والمواطن إضرابا آخر يشل مصالح الموطنين ويحرمهم من حقهم في العلاج.