شلّ عمال الأسلاك المشتركة، أمس، معظم مستشفيات الوطن، حيث توقفت مختلف النشاطات العلاجية والأشعة والتحاليل، فيما تم تأجيل العمليات الجراحية التي كانت مبرمجة إلى وقت لاحق، ما ولّد حالة تذمر لدى عائلات المرضى، حيث ناشدوا السلطات التدخل لإنقاذ أرواح ذويهم، باعتبار أن الاحتجاج سيستمر اليوم وغدا. دخل، أمس، عمال الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيون في إضراب دوري يدوم ثلاثة أيام من كل أسبوع، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والمهنية ''المتردية'' التي يعيشونها، مقابل ''رفض'' السلطات العمومية التدخل لدى مصالح الوظيفة العمومية لإلزامها بإعادة النظر في تصنيفات ورواتب هؤلاء العمال الذين يعملون جنبا إلى جنب مع الأطباء في مختلف المصالح الطبية، خاصة الاستعجالات والإنعاش وغرف العمليات. وبلغت نسبة الاستجابة الوطنية حوالي 85 بالمائة، وينتظر أن تصل 95 بالمائة اليوم وغدا، حسب ممثلي هذه الفئة. ففي ولاية الجزائر، عرفت معظم المؤسسات الاستشفائية حالة شلل على مستوى أكثر من أربعين مصلحة. وإن كان مستخدمو هذه الفئة قد حرسوا على ضمان الحد الأدنى من الخدمات خاصة على مستوى مصلحة الاستعجالات والأمومة، إلا أنهم قاطعوا مختلف النشاطات العلاجية، حتى بالنسبة للمرضى القادمين من ولايات أخرى، وفق مواعيد مسبقة. وحسب ممثلي الفرع النقابي لمستشفيات وعيادات الجزائر، فإن إضراب يوم أمس تسبب في شل غرفة العمليات، ما عدا المستعجلة والخطيرة، حيث تم تأجيل العمليات الجراحية المبرمجة إلى مواعيد لاحقة، وهو ما ولّد، حسبهم، حالة غضب واستياء في أوساط عائلات المرضى الذين لم يتقبلوا فكرة الإضراب بسهولة. ونظم حوالي 60 ألف عامل من الأسلاك المشتركة والأعوان المهنيين، أمس، مسيرات داخل المستشفيات الجامعية على مستوى جميع الولايات، حيث رفعوا شعارات تطالب بوقف ''الإقصاء والإجحاف'' الذي تعرضت له هذه الفئة في مختلف القطاعات. وتأسفت الفروع النقابية من ردة فعل فيدرالية عمال الصحة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، باعتبارها تنشط تحت لوائها، لأنها رفضت تبني الإضراب الوطني الدوري، رغم أنها دعت إليه في الأول. كما أن مسؤوليها، يقول ممثلو التنسيقية، ترأسوا مختلف جولات الحوار التي جمعت هذا التنظيم النقابي مع وزارة الصحة.