إجلاء جميع المرضى من المستشفيات السعودية باستثناء حالتين سجلت البعثة الطبية للحج، وفق حصيلة أولية، أزيد من 40 ألف فحص طبي، وهو رقم تجاوز عدد الحجاج أنفسهم المقدر ب35 ألف حاج. كما وجدت البعثة صعوبة في التحكم ببعض الحالات المرضية المستعصية مثل السرطان ب6 حالات في مراحل متقدمة، وعدم التحكم في البول ب3 حالات، و40 حاجا مصابا باضطرابات نفسية وعقلية حادة. وأفاد رئيس البعثة الطبية للحج، الدكتور سعيد ضيف، أمس، في اتصال مع ''الخبر''، من البقاع المقدسة، بأن الطاقم الطبي المرافق للحجاج الجزائريين، أجرى أكثر من 40 ألف فحص طبي، فيما استقر عدد الوفيات في 34 حاجا قدموا من أرض الوطن دون احتساب القادمين من المهجر، مشيرا إلى أن ''الطاقم الطبي وجد صعوبات كبيرة في التكفل بفئة من الحجاج، تسرّبوا من تحت أيدي اللجان الطبية الولائية، اتضح بأنهم مصابون بأمراض خطيرة واضطرابات عقلية ونفسية، ما عقّد مهمتنا''. وفي هذا السياق، قال المتحدث إن البعثة التي يرأسها، اكتشفت 6 حالات لحجاج مصابين بالسرطان في مراحله المتقدّمة، وثلاثة حجاج يعانون من مرض صعوبة التحكم في البول، وهي حالات تستدعي إخضاعهم لمتابعة طبية ثلاث مرات في الأسبوع، لارتباطها المعقد بنوعية العلاج الذي يستدعي تصفية الكلى، الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا. وأوضح الدكتور سعيد ضيف، بأنهم حوّلوا 100 حاج مريض إلى المستشفيات السعودية بسبب تعرضهم لمضاعفات صحية، نتيجة إصابتهم بأمراض تتعلق في مجملها بالجهاز التنفسي والقلب والضغط الدموي، مضيفا أنهم تابعوا تكفلا صحيا ممتازا، ووفرت لهم السلطات السعودية سيارات إسعاف نقلتهم إلى غاية جبل عرفات للوقوف ولو لدقائق، ثم إعادتهم إلى المستشفيات. ولم يخف رئيس البعثة الطبية، تسرّب بعض الحجاج ممن يعانون اضطرابات نفسية وعقلية، وقال إن الأطباء النفسانيين اكتشفوا 40 حاجا، شكّلوا عبئا كبيرا بسبب ''ثقل'' التكفل بهم، مضيفا أنّه لحسن الحظ، احتوت قائمة الأدوية على النوع الخاص بمثل هذه الحالات. وذكر سعيد ضيف أن نوع الأدوية الأكثر استهلاكا وسط الحجاج، تعلّقت بالمضادات الحيوية والضغط الدموي، مشيرا إلى عدم تسجيل نقص في الكمية التي قدرت ب12 طنا والمحدّدة ب300 نوع. وقال إن عدد أعضاء البعثة الطبية غير كاف، مقترحا رفعه من 100 إلى 150 عضو، لتسهيل مهمتهم من خلال التخفيف عنهم وضمان عملهم بالمناوبة، بهدف تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للحجاج، مضيفا أيضا ضرورة التحضير الجيد لموسم الحج ابتداء من العام المقبل، عن طريق تخصيص دورات تكوينية وتربصية للحجاج وأعضاء البعثات، 7 أشهر على الأقل قبل الانطلاق، تشمل كل الجوانب الدينية والصحية.