يلخّص المؤرّخ الجزائري بن عطية كتابه الصادر بعنوان ''جذور روما العروبية''، فيقول: في أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد، وجدت دولة كبرى.. أول دولة بأوروبا تمتد من شواطئ البحر المتوسط بما في ذلك إيطاليا، وحتى بحر البلطيق، إنها دولة الليغور (Ligure) أو الدولة (الليبية الإيبيرية)، دولة تتكلّم فيها شعوب لغة ليست الهندو أوروبية. وقبيل حلول المسيحية اختفت هذه الإمبراطورية الليبية الأوروبية المنتمية لقرطاج، والتي كانت تمتد إلى جنوب البحر المتوسط أيضا، شاملة لسائر حوض البحر المتوسط، بما في ذلك جزره الكبرى، صقلية، وسردينيا، وكورسيكا، فحلّت محلّها الإمبراطورية الرومانية، بعد تدمير قرطاج من طرف روما في 146 ق.م. كل المؤرّخين يعترفون أنه وجدت الإمبراطورية الأتروسكية بإيطاليا ككيان موحّد لإيطاليا قبل تأسيس روما في 753 ق.م. والأتروسك يتكلّمون لغة غير هندوأوروبية، ويستعملون كتابتها من اليمين إلى اليسار. لكن معظم هؤلاء المؤرّخين الأوروبيين لا يعترفون بوجود مجموعات بشرية أصيلة عروبية في شبه الجزيرة الإيطالية، فينيقية، ليبية، ليبية إيبيرية وغيرها.. بالرغم من أن أرسطو أكّد ''أن القرطاجيين والأتروسك كانا في الماضي أمة واحدة''. ويكتب كلي ريدان S.Clés-Reden ''إن سكان شبه جزيرة إيطاليا الأولين ينتمون إلى جنس بحر متوسطي عائدة أصوله إلى الإيبيريين، وإلى شعوب شمال إفريقيا''. الدكتور عبد الرحمن بن عطية له كتاب ''تاريخ العربية لغة العالمين''، الذي يعيد تاريخ العربية إلى جذورها، ويفصل بين العربية التي تتمثّل في العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم، وبين العروبية التي تشمل الأكدية والأرامية والكنعانية والأشورية والبابلية والبربرية، وغيرها من اللهجات التي تفرّعت عن العربية الأمّ، وقد نشرته وزارة الثقافة مترجما للعربية. كما له كتاب ''الجذور العربية للغة اللاتينية Le substrat arabe de la langue latine''، الذي أثبتَ فيه أن سبعة وستين في المائة من كلمات اللاتينية عربية مستمدة من اللغات العروبية التي كانت أوروبا تتكلّم بها. كما أصدر سنة 2008 كتابا عنوانه ''العرب والهندو أوروبيون Arabes et indo-européens''، أثبتَ فيه أن أوروبا، قبل غزوها من طرف القبائل الهندوأوروبية في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، كانت شعوبها تتكلّم اللغات العروبية، كالأرامية والكنعانية والبابلية والأشورية والبربرية، حيث كانت أوروبا مزروعة بمستوطنات عروبية. ويستعمل المؤلف مصطلح ''arabique'' للتعبير عن مصطلح عروبية، بدل مصطلح السامية الذي بطل استعماله بسبب مدلوله الأسطوري، ويستعمل كلمة عربي ''Arabe'' تسمية للعربية الحديثة العدنانية التي نزل بها القرآن الكريم. وقد رفض العالم الفرنسي رينان E.Renan مصطلح السامية في كتابه الهام ''تاريخ اللغات السامية''، واقترح أن تعطى لها التسمية الأشوية العربية Syro-arabe. كما اقترح لايبنيتز Leibnitz، الذي ولد في سنة 1646 أن تعطى تسمية عروبية للغات السامية. علما بأن مصطلح سامية ابتكره المستشرق اليهودي النمساوي سنة 1781.