رغم قضائي ما يناهز 6 سنوات من عمري في ''الخبر''، إلا أنني لم أعرف المرحوم عثمان سناجقي بقدر يمكنني من التنويه بأخلاقه، فأنا لم أقابله في حياتي سوى مرتين، ولم أكلمه هاتفيا سوى 3 مرات، لكن ذلك كان كافيا لتأثير شخصه في نفسي. أول مرة التقيت فيها بالمرحوم كان يوم إيداعي لملف طلب منصب في ''الخبر''، تقدمت بكل بساطة إلى مقرها الكائن آنذاك في ساحة أول ماي حاملة ملفا إداريا، وبضعة مقالات لا تعتبر إلا محاولات للكتابة ليس إلاّ. قمت بإيداع الملف لدى رئيس القسم المحلي الذي طلب مني العودة بعد ساعة من الزمن للاطلاع عليه، في حقيقة الأمر كانت آمالي ضئيلة، حيث لم تكن لي أي خبرة في الميدان، بل خريجة جديدة من معهد العلوم السياسية، وكنت كغيري من المتخرجين الجدد أظن أن توظيفي في أي هيئة معروفة يستلزم تدخلات من شخصيات نافذة. لكن الأمور سارت عكس توقعاتي، فعند عودتي إلى الجريدة، وجدت عثمان سناجقي في انتظاري، قدمه لي مسؤول القسم المحلي بصفة رئيس التحرير، ولم يطرح علي إلا سؤالين، الأول حول قدرتي على العمل في كل الظروف ميدانيا، والتنقل إلى أماكن الأحداث التي تستلزم التغطية الإعلامية، فكان جوابي بنعم. والثاني: متى تريدين مباشرة العمل؟ لا أنكر أنني لم أصدق ذلك، فلم أكن أعتقد أن الرد على طلب منصب في ''الخبر'' لا يكلف إلا ساعة من الزمن، وأن الالتحاق بالجريدة سيكون بكل هذه البساطة. يوقع لي أمرا بالمهمة، ويأمر رئيس القسم المحلي بإخطار مسؤول مكتب بجاية آنذاك بتدعيم طاقمه بمراسلة جديدة، يستدير لي، ويقول لي بالحرف الواحد ''كل شيء جديد بالنسبة لك ويستحق التغطية، عكس زملائك الذين سبقوك إلى المهنة، وهي نقطة تجلب لكي المشاكل وتخدمك في آن واحد، يجب استغلالها إن أردت فعلا أن يتم توظيفك في ''الخبر'' رسميا''. كل تكهناته كانت في محلها، ليكون أول من تدخل لحل مشكل عويص عانيت منه بعد اتصالي به هاتفيا، حيث تعامل مع الأمر بصرامة. أما المرة الثانية التي أبصرت فيها سناجقي فكانت عند زيارتي للمقر الجديد للجريدة، ولم تتعد حد تبادل التحية. وكان أول حديث جمعني معه حول مهنة الصحافة يوم قام بالاتصال بمكتب بجاية للاستفسار عن أحواله، كان يبدو من صوته مرهقا، قبل أن يصرح لي أن التعب نال منه، سألته لما لا يأخذ عطلة تريحه من تخمة العمل، لكنه فاجأني بجواب يبقى راسخا في ذهني ما دمت صحفية، وهو أن الصحفي المحترف لا يعرف الراحة ''بقيت داخل الوطن أو خارجه فأنت لن تعرفي الراحة، فكل الأحداث التي نعيشها يوميا سواء أكانت بسيطة أو مهمة تعد جزءا من عملنا، وعليه بمرور الوقت ستكون لديك نظرة موضوعية لا تخرج عن إطار صياغتها في مقال صحفي، لذلك لن تنعمي بالراحة المعنوية أبدا ما دمت في المهنة التي لا تنفصل عن حياتنا''. التشخيص كان في محله، كوني لم أعرف الراحة المعنوية يوم ركنت لعطلة، وبقيت أذكر نفسي بكلامه كلما بلغ مسامعي نبأ ما. ورغم أنني لم أكن أعرف المرحوم، قدر زملائي، إلا أنه لفت انتباهي في شيء كان يميزه عن البقية وهو أنه قليل الكلام، حازم، حاد الطبع، وصارم في مواقفه، وهو الشيء الذي يبدو أنه أثر كثيرا على مسار الجريدة. رحم الله المرحوم، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون. بجاية: ز. لخضاري حز في نفسي أن لا أكتب عنك ولم أحضر جنازتك ما أصعب أن تكتب عن صديق في حكم الماضي، والأصعب منه أن تكتب عنه وقد غادر هذا العالم دون رجعة، ولكنك تجد نفسك مرغما على أن تستفيق من صدمتك وتتقبل قضاء الله وقدره، وأن تدرك أن ما أعطاه سيأخذه يوما لا محالة، فأحبب من شئت فإنك مفارقه. ولكن الأصعب من كل هذا وذاك أن لا تحضر جنازة صديق اعتقدت أنه متوجه إلى فرنسا للعلاج وسيعود معافى، وعلقت أمالي على هذه الرحلة لكن القدر كان أقوى من كل أمل في شفائه وعودته إلى ذويه وأصدقائه، وبعد أن حالت ظروف عائلية قاهرة دون ذلك. ويحز في النفس أن لا تكتب ولو كلمات عزاء للنفس ورثاء لصديق رحل ولكن ما جدوى كلمات لن ترقى أبدا مهما كان وقعها لأن تعطي صديقا حقه وتستحضر خصاله الحسنة، صديق أصيل ومتأصل بنفس درجة أصالة جزائر عميقة رضع مشاكلها وأصبح محاميا عليها في صفحة ''الجزائر العميقة'' في جريدة ''الخبر''. عرفته في جريدة ''الشعب'' في القسم الدولي وصفحة بريد القراء، حيث كان المشرّح لمشاكل المواطنين من خلال رسائلهم التي كانت تصل الجريدة ينقحها وينشرها بقناعة أن الشعب ''المغبون'' يجب أن تكون له نافذة يعبّر من خلالها عن همومه ومشاغله. ولكن العلاقة توطدت أكثر فأكثر أثناء أدائنا واجب الخدمة الوطنية في إحدى ثكنات الناحية الأولى بالبليدة في ''فصيلة ''112 كنا حينها أكثر من عائلة واحدة رفقة الراحل رضوان وعدية ومصطفى عبد اللطيف ومحي الدين بوشيشة قبل أن يلتحق كمال جوزي بنا، كنا نحكي همومنا وأحلامنا كشباب طامح لغد أفضل. كلما سمعت كلمة ''واش الشيخ'' استدرت لأنه الوحيد الذي كان يناديني كذلك قبل أن يضيف عبارة ''راك شبت'' فأرد بعفوية ''اليوم أنا وغدا أنت يا شاري دالة''. وتلك هي عبارته التي يفضل أن يستقبلني بها كلما التقيت به في مقر ''الخبر'' بدار الصحافة قبل أن يغيّر اللهجة بعدما غزا الشيب مفرقيه، يدخلك مكتبه دون برتوكول يقول ''خذ راحتك'' ولكنه لا يفتأ أن يغادر يتابع كل كبيرة وصغيرة في جريدة ''أكلت'' كل وقته كسابقه الفقيد عمر أورتيلان، يأتي الأول ليكون آخر المغادرين شعاره قدسية العمل وإتقانه. يسأل عنك عندما تغيب عنه ''أين أنت يا الشايب هاذي مدة ما شفناكش''. يأتي إلى مقر العمل ليجد عامر محي الدين فقيد ''الخبر'' الآخر الذي غادر هذا العالم، كانا لا يفترقان إذا رأيت عامر وحده فاعلم أن عثمان آت وراءه ولا يخيب ظنك ليأتي الثاني والعكس صحيح والمفارقة أن الاثنين اللذين كانا لا يفترقان غادرا هذا العالم في أقل من عام واحد. قد تكتب وتكتب ولكن هل تفي حق صديق رحل فالكلمات تخذلك في التعبير، والذاكرة تخونك في استرجاع ذكريات وتفاصيل أحداث، لتبقى الصورة واحدة لعثمان يدخل باستحياء إلى مقر ''الخبر'' وهو يشد شاربه وبخطوات تنم عن انشغال متزايد لإنجاز عدد جديد لجريدة أخذت منه العمر ولكنها خلدته في النهاية ليبقى رمزا من رموزها ستحتفظ بها أجيال وأجيال. مولود مرشدي سناجقي.. من يحب المداشر بعدك قدرك أن ترحل عنا مع نهاية عام وولادة آخر...الموت كما الولادة لا نعرف وقتها ولكنه الأجل يأتي بغتة، لقد عهدناك صارما وحازما مع الجد في العمل، لا تقبل المفاصلة خصوصا إذا تعلق الأمر بما يجري في الجزائر العميقة. هموم المداشر والقرى هي قلب العمل الصحفي، كنت تقولها وتحرص على العمل بهذا المبدأ الذي أصبح رديفا لاسمك. أتذكر جيدا أول لقاء جمعني بك في رواق الجريدة قبل 8 سنوات، كنت تسأل عن بوسعادة وأهل بوسعادة، وكنت أذكّرك ببعض معالمها حتى الشخشوخة، وافترقنا على ابتسامة وأنت تغادر مقر الجريدة، بعدها كانت المكالمات الهاتفية مع قلتها ونحن في قلب الكثير من الأحداث تجعلني أكثر شجاعة وحماسة لنقل كل الأحداث لأننا نعلم أنك لا تقبل إلا بالخبر الجيد المكتمل العناصر والأركان. الحقيقة أننا تعبنا لكننا تعلمنا كيف تصبح معاناة المواطن في قلب الجزائر العميقة هي أصل الحكاية، وهي المادة الأولية لبناء إعلام جواري حقيقي وصادق، وإذا كان رحيلك قد ترك كرسيك شاغرا، فإن ما تركته من بصمات وآثار لا يمحوها الزمن ولا يقهرها الموت. ''الخبر'' بدأت صغيرة وكبرت معك وبك ولن تنساك لأنك كنت مهندسا لصرح إعلامي رائد، ستظل في ذاكرته إلى الأبد. أما نحن معشر المراسلين فلا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا وإخواننا الصحفيين في مصابنا، وعزاؤنا أيضا أننا سينتهي بنا الأمر يوما إلى قبر وحفنة تراب. ولا نملك أن نختار لا المكان ولا الزمان.. وعثمان رحل كما رحل أورتيلان وعامر والراحلون بالأمس لا تزال أرواحهم تسكن المدينة التي صنعوها، تجول بين أقسامها وأروقتها، هل تعلمون أن أورتيلان ومحي الدين اشتاقا لسناجقي فطلباه، الموت أيضا لا يسعه إلا أن يلبي طلب الأحباب. بوسعادة: س. الطيب حميد عاشوري يعزي ''الخبر'' ببالغ الحزن والأسى، تلقى الفنان حميد عاشوري، نبأ وفاة المغفور له الأستاذ عثمان سناجقي، رئيس تحرير ''الخبر''، حيث قال ل''الخبر'' في اتصال هاتفي ''لا يسعني إلا أن أتقدم إليكم بأصدق آيات التعازي والمواساة لأسرته ولطاقم الجريدة متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحه برحمته الواسعة''. الله يرحمك... يا أستاذي ''عثمان'' أعترف أنها المرة الأولى التي أعجز فيها عن إيجاد كلمات أعبّر بها عن ما أصابني من حزن عميق جراء رحيل أستاذ أعتبره من أعمدة الصحافة الجزائرية، كان لي الشرف بأن تتلمذت على يديه، فقد علّمني أبجديات العمل الصحفي الموضوعي والنزيه، وكان له الفضل الكبير بأن جعلني أعرف وأنقل هموم وانشغالات سكان الجزائر العميقة. الله يرحمك يا أستاذي ''عثمان''. أول لقاء جمعني بالمرحوم ''عثمان سناجقي'' كان في خريف سنة 1996حين قصدت مقر جريدة ''الخبر'' لأقدم طلب اعتمادي كمراسل من ولاية البويرة. أذكر يومها أنه قال لي ''لا بد أن تعرف بأن دورك الأساسي سينحصر في نقل كل الأخبار الهامة وانشغالات السكان، مع التركيز على اهتمامات سكان المناطق النائية والابتعاد عن تغطيات النشاطات الرسمية التي لا تفيد المواطن'' فسألته ''هل هذا يعني بأنني لا أرسل مواضيع تخص نشاطات المسؤولين'' ابتسم وقال ''الأمر بسيط، لا بد أن نقدم الرسالة الإعلامية التي تهم القارئ، فالمسؤول يقوم بعمله كباقي شرائح المجتمع وهو يتقاضى جراء ذلك أجره، لكن غير العادي هو عندما لا يؤدي واجبه أفهمت ومع ذلك فهذا لا يمنعنا من إعلام المواطنين ببعض الإنجازات التي تهمّهم والمساهمة في توعيتهم للحفاظ عليها. المهم ابتعد عن التشهير بمفهوميه الإيجابي أو السلبي وتحلى بالصدق والموضوعية وتجنّب الأسلوب الإنشائي والتعليق. مهمتك نقل الخبر فقط واترك التعليق للقراء''. غادرت مقر الجريدة بعدما تلقيت من أستاذي رحمه الله أول درس في الكتابة الصحفية، ثم توالت دروسه عن طريق الهاتف، من خلال ملاحظاته التي كان يسجلها على بعض مقالاتي أو النصائح التي كان يقدمها لي عندما يكلفني بعمل ما وحتى خلال لقاءاتنا بمقر الجريدة، وهنا تذكّرني حادثة وقعت لي مع المرحوم جعلتني أعرف مدى جدية المرحوم والتزامه بالاحترافية في العمل. فذات يوم أرسلت خبرا على غرار كل مراسلي الولاية بشأن ''تيس حلوب'' شيع عنه أنه يعالج بعض الأمراض، وما إن وقع الموضوع بين يديه حتى اتصل بي وبلغة اللائم قال لي ''أحسن هل تؤمن بهذه الخرافات، فإن كنت كذلك اعلم أنك تتعامل مع جريدة تتعامل بجدية مع كل المواضيع وبعيدة كل البعد عن مواضيع الدروشة، ولو كنت صحافيا محترفا، كان عليك أن تعالج الموضوع كظاهرة وليس مجرد خبر يتضمن ادعاءات لم يثبتها العلم''. هذا الموقف وغيره جعلني أتعلم الكثير منك أيها الراحل في عز عطائه، يا من كنت في التسعينات تطلب مني -مازحا- ركوب سيارتي المتواضعة، حيث كنت تسميها ''الميفان'' والتنقل لتغطية خبر حادثة أمنية معينة دون أن توصيني بتوخي الحذر. وكنت دائما توصيني بالحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية أو الموثوقة فعلا وتجنّب نقل الإشاعات، كما لا يمكن أن أنسى أبدا وقوفك إلى جانبي حينما كنت أمر بأحلك الظروف جراء الضغوطات والتحرشات القضائية التي مورست ضدي بسبب كتابتي. فرحمة الله عليك يا من كان له الفضل في تكوين العديد من أمثالي. تلميذك: مراسل ''الخبر'' بالبويرة أحسن فطاف المجلس الدستوري - أبرق عضو المجلس الدستوري محمد عبو بتعازيه جاء فيها ''علمت ببالع الأسى والتأثر نبأ انتقال المغفور له عثمان سناجقي رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' وأحد أعمدة الصحافة الجزائرية إلى جوار المولى عز وجل...نتقدم إليكم بخالص التعازي وأصدق مشاعر التعاطف والمواساة''. وزير الشؤون الخارجية - أرسل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي برقية جاء فيها ''علمت لتويّ انتقال المغفور له بإذنه أحد مؤسسي جريدتكم الغراء ورئيس تحريرها السيد عثمان سناجقي إلى جوار ربه. فلا يسعني في هذا الظرف الأليم، إلا أن أتقدم إليكم بأخلص عبارات التعازي مؤكدا لكم عميق مواساتي. وإذ أشاطركم أحزانكم في فقدانكم عزيزا عليكم كان له الفضل بمعيتكم في إعلاء شأن صحيفتكم وإثبات جهودها، والاضطلاع بمهامها في الحقل الإعلامي''. حزب العمال - جاء في تعزية حزب العمال ''على إثر وفاة المغفور له بإذن الله عثمان سناجقي، رئيس تحرير ''الخبر'' تتقدم قيادة حزب العمال وعلى رأسها السيدة لويزة حنون، الأمينة العامة، للعائلة الكبيرة لجريدة ''الخبر'' وإلى عائلة المرحوم بأعز التعازي وأطيب المواساة، راجية من الله عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. نقابات التربية - تلقينا التعازي من رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين علي بحاري، والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني. ورئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الطاهر دزيري. وعلى إثر هذا المصاب الجلل، يتقدم هؤلاء بأسمى آيات التعازي وعظيم المواساة لعائلة الفقيد وطاقم جريدة ''الخبر'' سائلين الله أن يتغمد روحه برحمته الواسعة. الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة - أبرق رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة الطاهر قليل بتعزية جاء فيها ''بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة رئيس تحرير جريدتنا ''الخبر'' الإعلامي الراحل والمعلم عثمان سناجقي، وبهذا المصاب الجلل نسأل المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان''. منظمة المبدعين والبحث العلمي - تلقى رئيس منظمة المبدعين والبحث العلمي الدكتور لوط بوناطيرو، رفقة أعضاء المنظمة ببالغ الصدمة والأسى، نبأ وفاة المغفور له الأستاذ عثمان سناجقي، رئيس تحرير ''الخبر''. فلا يسعني إلا أن أتقدم إليكم، باسم أعضاء المنظمة، بأصدق آيات التعازي والمواساة، لأسرته ولطاقم الجريدة متضرعا إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحه برحمته الواسعة. إدارة مستشفى بني مسوس - تلقى المدير العام للمؤسسة الإستشفائية إسعد حسني ببني مسوس، ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله سناجقي عثمان ويشاطر أسرة ''الخبر'' وعائلته آلام هذا المصاب الجلل. كما عبّر باسمه الخاص وكافة إطارات المستشفى وأطباءه عن تعازيهم القلبية الخالصة، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أسرة ''الخبر'' وذويه جميل الصبر والسلوان. الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء - تقدم السيد محفوظ طيلب، رئيس الفدرالية الوطنية لأبناء الشهداء، خلال زيارته ''الخبر''، بشديد تأثره بفقدان رئيس التحرير، وقال ''نحن متأثرون بفقدان هذا العنصر الفعال في الحياة الإعلامية وأحد رواد وصانعي الإعلام الحر والديمقراطي ''وأتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن مناضلي الفدرالية بأعز التعازي لعائلة الفقيد وطاقم الجريدة''. المكلفة بالإعلام بفندق ''الشيراطون'' - أعربت السيدة فريدة مالك، مديرة العلاقات العامة والاتصال بفندق الشيراطون، عن بالغ تأثرها لرحيل رئيس تحرير ''الخبر''، عثمان سناجقي رحمه الله. وقالت السيدة خلال زيارتها للجريدة لأداء واجب العزاء، أنها التقت المرحوم خلال زيارتها للجريدة أيام احتفالها بعيدها العشرين والتمست في الدردشة القصيرة التي جمعتها به، تواضعه وأخلاقه السامية، وكلفتنا بتبليغ التعازي لأفراد أسرته. جامعة الجزائر 2 - تلقينا تعاز من النقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين على إثر وفاة ''المرحوم سناجقي عثمان رئيس تحرير جريدة الخبر''. ومن رئيس جامعة الجزائر 2 الدكتور هني عبد القادر، ورئيس قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة مستغانم عبد الحميد بن باديس بمستغانم. نصر الدين قاسم - إلى الإخوة الزملاء في جريدة ''الخبر'' الغراء وعائلة الفقيد عثمان سناجقي رحمه الله إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع، وإنا عليك يا عثمان لمحزونون... لله ما أعطى ولله ما أخذ، عظّم الله أجركم في قضائه، وتغمّد المرحوم برحمته التي وسعت كل شيء، وضاعف حسناته وتجاوز عن سيئاته وأسكنه جنة الفردوس رفقة النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان والثبات والاحتساب والرضا بقضائه.. إنا لله وإنا إليه راجعون. وزير الداخلية والجماعات المحلية - بلقب مؤمن بقضاء الله وقدره، بلغني نبأ وفاة عثمان سناجقي، رئيس تحرير جريدتكم. وإثر هذا المصاب الجلل، أتقدم إليكم ومن خلالكم إلى كافة أسرة جريدة ''الخبر'' ولعائلة الصحافة بصفة عامة، بأخلص التعازي، راجيا المولى عز وجل أن يسكن الفقيد فسيح جناته وأن يلهمكم جميل الصبر والسلوان. وزير السكن والعمران - أبرق وزير السكن والعمران نور الدين موسى بتعازيه جاء فيها: ''علمت بمزيد من الأسى والألم نبأ وفاة المغفور له، بإذن الله، عثمان سناجقي الذي ترك وراءه فراغا كبيرا. فقد كان الفقيد من أبرز الصحفيين، حيث اتسم بخصاله وأخلاقه الحميدة وروحه المهنية العالية.. وبهذا المصاب الجلل نتضرع للمولى عز وجل بأصدق التعازي''. سفارة أندونيسيا بالجزائر - أبرقت سفيرة أندونيسيا بالجزائر يولي ممبوني وايدارسو، بتعازيها جاء فيها ''بقلوب خاشعة راضية بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المغفور له، بإذن الله، المرحوم عثمان سناجقي رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' الذي عرف بجهوده المبذولة في تحقيق حرية الرأي والصحافة بالجزائر. وإثر هذا المصاب الجلل نتقدم بأخلص التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة المغفور له وإلى أسرة الجريدة، سائلين المولى أن يتغمده برحمته الواسعة''. سفارة سلطنة عمان - أبرق سفير سلطنة عمان بالجزائر علي بن عبد الله العلوي، بتعازيه جاء فيها: ''بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الأستاذ عثمان سناجقي رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' وعضو مجلس إدارتها وأحد مؤسسيها. وأمام هذا المصاب الجلل لا نملك إلا أن نبلغكم بتعازينا ومواساتنا لكم ولأسرة الفقيد، راجين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان''. حزب التجديد الجزائري - ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة رئيس تحرير جريدة ''الخبر'' الغراء السيد عثمان سناجقي، المسؤول والصحفي اللامع. وبعد هذه الفاجعة التي ألمّت بأسرة الفقيد وكل أسرة ''الخبر'' والأسرة الإعلامية قاطبة، فإنه من الواجب علينا اليوم أن نعترف أن صحفيي ''الخبر'' وعلى رأسهم المرحوم عثمان سناجقي تحولوا لأبطال حقيقيين نظرا للتحدي الذي رفعوه من أجل الدفاع عن القضايا العادلة وتنوير الرأي العام وإعلامه بكل القضايا الوطنية والدولية بكل صدق وأمانة... وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا أن نتقدم لأسرة الفقيد وأسرة ''الخبر'' بخالص تعازينا، راجين الله العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته. الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية - أبرق الأمين العام قايس الطاهر بتعازيه جاء فيها: ''تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الصحفي القدير المرحوم عثمان سناجقي، تغمد الله روحه برحمته الواسعة. لقد فقدنا واحدا من جنود الخفاء الذين عايشوا مختلف مراحل بناء الصرح الإعلامي المستقل. وإذ نتقدم بتعازينا القلبية لأسرة الفقيد وعائلة ''الخبر'' فإنا في هذا المقام نعزي أنفسنا في قلم مميز''. المدير العام لإدارة السجون - تلقى المدير العام لإدارة السجون والإدماج الاجتماعي للمحبوسين، مختار فليون، ببالغ الأسى وعميق التأثر، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله سناجقي عثمان. وإثر هذا المصاب يتقدم باسمه وباسم كل أعوان السجن بتعازيهم القلبية الخالصة، راجين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. عثمان عريوات - أبرق الفنان القدير عثمان عريوات رسالة تعزية لأسرة ''الخبر'' جاء فيها: لقد صدمت بخبر وفاة صديقي عثمان سناجقي، رئيس تحرير جريدتكم الموقرة، فكان نعم الأخ ونعم الصديق وهو الذي أبدى حماسا منقطع النظير وتشوقا غير مسبوق لمشاهدة فيلم ''العرش''. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إليكم ببالغ المواساة ووافر العزاء لكم ولأسرة التحرير في مصابها الجلل، راجيا لكم ولعائلة الفقيد بمدينة خميس الخشنة الصبر والسلوان، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد روحه بواسع رحمته وأن يمطر عليه شآبيب رحمته ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنانه. هيئة ''فورام'' - جاء في برقية التعزية والمواساة للهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، بأنها تلقت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له ''عثمان سناجقي''. وأمام هذا المصاب الجلل ندعو المولى عز وجل أن يلهم زملاءه وعائلته جميل الصبر والسلوان. نقابات الصحة - تلقت ''الخبر'' التعازي الخالصة لكل من رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي غاش الوناس، ورئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين محمد يوسفي، ورئيس النقابة الجزائرية للصيادلة الخواص مسعود بلعمري، إثر المصاب الجلل، راجين باسم كل الأعضاء أن يتغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه. الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء - تلقى كل من المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية السيد زبار والسيد ملوكة سليمان، مدير الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، وكالة الجزائر، ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله رئيس التحرير عثمان سناجقي. ويشاطران أسرة ''الخبر'' وعائلته آلام هذا المصاب الجلل، كما يعبران باسمهما الخاص وباسم كافة مستخدمي الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية عن تعازيهما الخالصة، راجيان المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه. نعزيكم ونعزي أنفسنا - لم نتبادل، هذه السنة، التهاني في مكتب وهران كالمعتاد. وغاب جو التنكيت والضحك الذي كان يميز القسم التقني، حيث دأبنا على إعداد الصفحات الجهوية، تحت توجيهات الراحل العزيز عثمان.. لا حديث إلا عن غيابه المفاجئ، وكم وددنا لو اختصرنا المسافات لنشاطركم العزاء، لكن عزاءنا أن طيفه حاضر هنا، كيف لا والمكالمات الهاتفية لا تنفك تتهاطل علينا لتعزينا في زميل وأخ فارقنا مبكرا. صحيح أنني لم ألتق به، خلال مسيرتي في ''الخبر'' منذ قرابة 10 سنوات، سوى مرتين، إلا أنني طالما احترمت فيه الشخص الشغوف بعمله الساهر على انشغالات الطاقم العامل معه وسمعت عن خبرته وحنكته من الزملاء، ما جعلني أفتخر أنه كان زميلا لي في يوم من الأيام. شهرزاد مكتب وهران اللهم ارحم عثمان - تلقيت النبأ الحزين الذي ألمّ بعائلة سناجقي في فقدانها لابنها الزميل رئيس التحرير ''عثمان سناجقي''، طيب الله ثراه وأنزله منزلة حسنة بين الصديقين والكرام البررة. وبهذا المصاب الجلل أقف وقفة رهبة وابتهال، رافعا دعاء الرحمة والمغفرة للمرحوم أن يجزل الله له المثوبة على ما قدمه في حياته ويتقبل سعيه ويغفر له ذنوبه ويرزقه فضلا وحظا من رضاه، سائلا الله تعالى لكل عائلة المرحوم وزملائه الصبر على المصاب، داعيا الله القاهر.. القادر.. الغافر، أن يصير أمورهم من العسر إلى اليسر ويوعزهم على الاحتساب وتقبل الابتلاء ويبدل حزنهم بنور الإيمان ويدرأهم من جشامة الفراق في حبيب أو قريب آمين يا رب العالمين. ''اللهم ارزقه بكل حرف من حروف القرآن حلاوة وبكل كلمة كرامة وبكل آية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جزء من جزاء المؤمنين الصابرين الحامدين. كريم شنقيطي مراسل ''الخبر'' إليزي موسى تواتي يعزي أسرة ''الخبر'' ''أشهد لعثمان سناجقي اتسامه بأعلى درجات النزاهة المهنية'' تنقل، أمس، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، إلى مقر جريدة ''الخبر'' لتقديم التعازي، إثر رحيل رئيس تحرير الجريدة وأحد مؤسسيها ورجل المواقف الصعبة عثمان سناجقي. وقال موسى تواتي بحضور المدير العام مسؤول النشر شريف رزقي، إن ''الحزب يعزي عائلة الجريدة في فقدان سناجقي الذي كنا دائما ننظر إليه كرجل إعلامي اتسم بأعلى درجات النزاهة المهنية''. وأضاف تواتي: ''جئت لأعزي أهله عبر زملائه لأني أعرف أنه احتك بهم على مدار عقدين أكثر من عائلته''. وحيا موسى تواتي جريدة ''الخبر'' على درجة الاحترافية التي وصلتها: ''ميزة تتسم بها ''الخبر'' دون غيرها من حيث الاحترافية وأنا أحيي مؤسسيها الذين هم في الأصل صحفيون قدموا من الإعلام العمومي''. الجزائر: عاطف. ق عثمان.. في جنة الخلد مرحى في زمرة الطيبين.. كانت ذكرى إطفاء ''الخبر'' شمعتها العشرين، الفرصة الأولى التي أتيحت لي فيها زيارة المقر الجديد الذي لم تكن ظروف العمل الصحفي مواتية للقيام بها قبل هذه المناسبة بأكثر من سنتين أو أقل بقليل. لقد كان طبعي دائما وأنا المهوس دائما بقول الشاعر القديم: كم من منزل يألفه الفتى لكن أبدا حنينه لأول منزل. لست أنسى وأنا الذي لم يكن يعرف الراحل عثمان إلا من ذلك الاسم الذي كان يظهر من حين لآخر على صفحات جريدة الشعب، إلا بعد سنتين ونيف من توليه رئاسة تحرير ''الخبر'' أياما بعد ما اضطر من كانت هوايتهم سفك الدماء، الشهيد عمر ورتيلان على الرحيل، حينها تأكد لي أنني بت تحت مجهر رئيس تحرير لا أعرف عنه إلا ما كان يصلني من صحفيين عن ذلك الحزم والشدة اللذين بدأ يظهر صداهما في الأفق بمرور السنوات ومحك العلاقة التي نسجت خيوطها عبر أسلاك الهاتف فحسب، عندما كانت محوّلة المكالمات كل مرة تتصل بي لتعلن لي أنني مطلوب من طرف عثمان، وهي اللحظات الكثيرة التي ما كان ينتظرني فيها سوى لطلب موضوع جديد، طرح فكرة مختلفة، وفي أحيان كثيرة كانت اتصالاته عتابا وتنبيها عن تقصير في إرسال موضوع. ومازالت أذكر عندما كانت الحملة الانتخابية لرئاسيات 1999 في أوجها، وحدث أن زار المرشح، حينها، عبد العزيز بوتفليقة المسيلة، للإشراف على تجمع شعبي، وكنت أنا من بين من سوّلت لهم نفسهم عدم الحضور لتغطية هذا الموعد، من باب ''تخشان الراس'' من جهة ومن باب ما أوهمت به نفسي أن رئيس التحرير قد لا يلقي بالا لذلك في خضم ما كانت تعج به الحملة في ذلك اليوم، غير أنه وباقتراب الثامنة مساء اتصل بي عثمان ليسألني من زاركم اليوم فقلت بوتفليقة، فرد علي وماذا حمل لكم هذا الأخير في جعبته؟ فقلت كالعادة في كل الولايات التي زارها. فأجابني على الفور وبنبرة فيها شيء من الغضب إذا أنت مع الإبراهيمي فلا تحلم من الآن بأن تبقى معنا. هناك علمت بأن نصيبي في ''الخبر'' قد قدرت له نهايته، لأفاجأ في صباح اليوم الموالي بعثمان على الخط يقول لي: ''رد بالك تنسى الإبراهيمي اليوم'' وودعني بتلك الكلمة التي كان يقولها لي دائما زمن الإرهاب ''اتهلى في روحك''. أيقنت بعد ذلك أن حزم وشدة عثمان بقدر ما كانت عنوانا بارزا يصادف كل من رآه كان وراءها شيء ما يحاول التخفي دائما، إنه بحر من الطيبة الجارفة التي كانت مسؤوليات الزمن الصعب تقتضي إخفاءها. لقد رحل عثمان الطيب الكبير. رحمك الله يا عثمان وفي جنة الخلد مرحى في زمرة الطيبين. بقلم من زرعت فيه وعي الكتابة: بن حليمة البشير