تنتهي، اليوم على الساعة الرابعة والنصف مساء، الآجال التي حدّدتها وزارة الداخلية للمنتخبين المحليين لإيداع ملفات الترشّح لانتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الأمة المنتخبين المقرّرة يوم 29 ديسمبر الجاري. ولهذا الغرض وضعت وزارة الداخلية مداومة على مستوى المصالح المختصة للولايات لاستقبال ملفات المترشّحين لهذا الاستحقاق الانتخابي، الذي يخصّ فقط ما يسمى ''كبار الناخبين''. ومن شأن التحالفات ''غير الطبيعية''، التي أُبرمت بين منتخبي الأحزاب للفوز برئاسة المجالس البلدية والولائية، أن ترمي بظلالها في الاختيارات التي سيفرزها الصندوق يوم 29 ديسمبر الجاري، خصوصا بعدما لوحظ ''تمرّد'' منتخبين عن قيادات أحزابهم وعدم التزامهم ب''التعليمات'' عند توقيع التحالفات المحلية. كما إن التحالفات بن أحزاب أفقدت الأفالان، صاحب المرتبة الأولى في نتائج المحليات، رئاسة العديد من البلديات والمجالس الولائية، لا يستبعد أن تتكرّر خلال عمليات الاقتراع لاختيار ''السيناتورات'' الجدد، وذلك بعدما دخلت ''الشكارة'' و''الصفقات'' في لعبة ترجيح موازين القوى بين الأغلبية، التي تحوّلت إلى أقلية، وبين أحزاب مجهرية أضحت صاحبة الأغلبية. وما يسجّل، في هذا الصدد، أنه رغم التحالفات التي ستُبرم بين قيادات الأحزاب الكبرى، خصيصا لتوزيع المقاعد ال48 التي ستُدخل إلى مجلس الأمة، إلا أن النتيجة ليست مضمونة مسبقا، لكونها رهينة بمدى اقتناع والتزام المنتخبين الجدد ب''تعليمات'' القيادة، لسبب بسيط أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المنتخبين ليسوا مناضلين منضبطين بقدر ما هم من ''المتجوّلين السياسيين'' بين الأحزاب، وهو ما يجعل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة محفوفة ب''المفاجآت''، وقد تُحدث أصوات ''الشتات'' الفارق بين من يفوز بين الأفالان والأرندي والحركة الشعبية الجزائرية والتكتّل الأخضر وحزب العمال والأفافاس، باعتبار أن لها حظوظا أكثر من بقية الأحزاب الأخرى لافتكاك مقعد في الغرفة العليا.