تفاجأ العشرات من الجزائريين المتوجّهين إلى ليبيا، عبر الحدود البرية بمعبري الدبداب وتين ألكوم بولاية إليزي، والقادمين من مختلف ولايات الوطن، بمنعهم من الدخول إلى الأراضي الليبية بغية الاطّلاع على أحوال أبنائهم وعائلاتهم المقيمة هناك، رغم محاولاتهم المتكرّرة، إلا أن السلطات الليبية، من خلال القائمين على الحدود، أخبروهم أنه قرار سيادي لا يمكنهم التصرّف فيه، وهو أمر مفاجئ، حسب المتحدّثين، نظرا لتنقّل المواطنين المستمر نحو ليبيا، خاصة سكان الجنوب الذين يرتبطون أسريا مع الليبيين. ورفضت ليبيا فتح الحدود أمام عشرات الجزائريين الراغبين في الدخول إلى أراضيها، فيما أصدرت مصالح الأمن الليبية توجيهات واضحة لأعوان الجمارك والشرطة بمراكز الحدود الجنوبية، تؤكّد فيها منع كل شخص، مهما كانت صفته، من دخول التراب الليبي، سواء تعلّق الأمر بجنسيات جزائرية أو أجنبية. يحدث هذا في الوقت الذي يتمتّع الليبيون بحرية تامة في الدخول إلى التراب الجزائري، في كل الأوقات، وهو ما دفع الجزائريين لمطالبة السلطات العليا في البلاد بضرورة معاملة الليبيين، الذين يقصدون الجزائر، بالمثل، ومنعهم من دخول التراب الوطني. وحسب الجزائريين الذين تحدّثت إليهم ''الخبر''، فإن 7 سيارات غادرت، أول أمس، عبر المركز الحدودي بالدبداب متّجهة إلى ليبيا بغية الاطّلاع على أحوال أبنائهم وعائلاتهم المقيمة هناك عادت أمس، من حيث أتت، بسبب رفض ليبيا دخولهم إلى أراضيها، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء والتذمّر في أوساطهم، نظرا للتنقّل المستمر بين المواطنين، خاصة الذين يقصدون من حين لآخر الأراضي الليبية لزيارة أهلهم. واستغرب الجزائريون هذا الإجراء، الذي جاء أياما فقط بعد الزيارة التي قادت رئيس الحكومة الليبية المؤقّتة، علي زيدان، للجزائر، وتباحث فيها مع عبد المالك سلال في عدة مجالات، لتمتين العلاقات الأخوية بين البلدين وترقية الاستثمار، لتليها هذه الإجراءات التي تحدّ من حرية تنقّل المواطنين بين الجزائر وليبيا.