تطبيق نظام المقاربة بالكفاءات واعتماد بيداغوجيا الإدماج فتح ملحقات فرعية جديدة في الولايات المنعدمة فيها معاهد التكوين يلتحق، اليوم، 16 ألفا و500 ناجح في مسابقات التربية بمعاهد التكوين المنتشرة عبر الوطن، تخص الأطوار التعليمية الثلاثة، تحت إشراف مديريات التربية الجهوية، ورقابة مصالح الوظيفة العمومية. وسيتلقى المتربصون طيلة 800 ساعة من التكوين التكميلي، دروسا وبرامج تطبق لأول مرة نتيجة التغييرات الحديثة التي تم إدراجها على هندسة التكوين من خلال بناء مرجعية مهنية جديدة. لن يجد، من اليوم فصاعدا، الناجحون في مسابقات التربية صعوبة للالتحاق بالتكوين بالعديد من الولايات التي تنعدم فيها المعاهد، نظرا لإيجاد وزارة التربية بالتنسيق مع مصالح الوظيفة العمومية حلا نهائيا، حيث تقرّر فتح ملحقات في تلك الولايات تجنبا للتنقل والبحث عن مراكز لإيوائهم وإطعامهم، وإنقاصا للتعب والجهد خشية انعكاسه على مردود المتكونين. وأفاد مدير التكوين بوزارة التربية، أحسن لبصير، في لقاء مع ''الخبر''، بأن معاهد التكوين عبر الوطن ستستقبل ابتداء من اليوم، 16500 ناجح في مسابقة 12 أوت الماضي الخاصة بتوظيف أساتذة ومعلمين في الأطوار التعليمية الثلاثة، ويمتد تكوينهم على مدار عام كامل بمعدل 800 ساعة، مشيرا إلى أنه ''تكوين تكميلي'' من أجل الحفاظ على التأهيل لتولي منصب تعليم ثانوي لحاملي شهادة الليسانس واكتساب حق الامتياز، وذلك طبقا للقرار الوزاري المشترك رقم 3 المؤرخ في .2010 وقال مدير التكوين إن الناجحين سيخضعون إلى تكوين نظري وتطبيقي، أدخلت عليه مجموعة من التغييرات ستطبق لأول مرة بالمعاهد المتخصصة، أولها ما تعلّق بإعطاء أوامر لمديري التربية بفتح ملحقات تحت إشرافهم بولاية إقامتهم، ربحا للوقت وضمانا للتكوين في آن واحد، وكذا إشعار مصالح الوظيفة العمومية بهذه الملحقات، نظرا لكونها تملك حق مراقبة التكوين وعدد الملتحقين. وكشف أحسن لبصير أن المقبلين على التكوين، وكإجراء تحفيزي، يتم توظيفهم كمستخلفين في المؤسسات التربوية التي بها شغور في عدد من المناصب، وتدفع لهم مرتبات مقابل عملهم المحدد بنصف يوم، سواء صباحا أو مساء، في انتظار رد مصالح وزارة المالية على طلبهم برفع المنح الشهرية المخصصة لهم. وسلّم المسؤول الأول عن مديرية التكوين بوزارة التربية ل''الخبر''، الأسس والإجراءات الجديدة المعتمدة خلال فترة التكوين تحت عنوان ''هندسة التكوين وبناء المرجعية المهنية ومرجعية التكوين، مقسّمة على 5 محاور تتعلق بدراسة وتحليل الحاجيات وإعداد أهداف التكوين وتصوره والتنسيق ومراقبة الإنجاز وتقويم مدى تحقيق الأهداف وآثار التكوين. كما ترتكز إستراتيجية التكوين ''الحديثة'' على استحضار أهمية التكوين المتخصص في الرفع من أداء وتطوير الكفاءات، وتحسين الجودة ومواكبة المستجدات التربوية على مستوى المناهج والتكوين والهندسة البيداغوجية الجديدة وتطوير التكوين المتخصص. وتقوم مرجعية الكفاءات المهنية عند التخرج، حسب الوثائق المتوفرة ل''الخبر''، في إطار بيداغوجيا الإدماج التي تم اعتمادها من أبحاث الخبير في البيداغوجيا ''دوكيتيل''، والمطورة من قبل الباحث ''روجرز''، حيث تطبق حاليا في المدارس الابتدائية لمجموعة من دول أوروبا وإفريقيا، أساسها إدماج المكتسبات بتعلم القيام بمهام معقدة في وضعيات ذات معنى. وتشير ذات الوثائق إلى أن أسس التكوين الجديد أيضا تعتمد على أسلوب أو نهج لفهم التدريس وتأمينه في إطار المقاربة بالكفاءات، وهي تعرف على أساس أنّها ''كل مندمج ووظيفي للمعارف والمهارات، ومعرفة جيدة للتصرف أمام مجموعة من الوضعيات، وتميل إلى حل المشكلات والتكيف مع أية وضعية جديدة أو معقدة، وتحصرها في جانب واحد هو المدرس، بجعل المتعلم في قلب الاهتمام، وتمكينه من استغلال فاعليته في مختلف الوضعيات الملموسة''. من جانب متصل، تسعى بيداغوجيا الإدماج إلى التركيز على ما يجب أن يتمكن منه المتكون عند نهاية الفترة التكوينية، وإعطاء معنى للتعليمات من خلال تعويد المتكون على استثمار مكتسباته في وضعيات متطابقة مع واقعه، علاوة على تقويم المكتسبات في وضعيات حقيقية عوض المعارف.