أسقط الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عمدا، فقرات من خطابه الذي ألقاه أمام نواب البرلمان خلال زيارته للجزائر الأسبوع الماضي، كان سيتحدث فيها عن ''جرائم بشار الأسد''. وقالت صحيفة فرنسية شهيرة إن إسقاط هولاند لتلك العبارات ''كان إرضاء لصديقه بوتفليقة''. أفادت صحيفة ''لوكانار أونشيني'' الفرنسية، بأن الرئيس فرنسوا هولاند تعمد القفز على فقرات من خطابه الذي ألقاه أمام نواب البرلمان الجزائري بقصر الأمم في نادي الصنوبر الخميس الماضي، تفاديا لإحراج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وذكرت الصحيفة أن الخطاب الأصلي الذي كان يقرؤه هولاند تضمن عبارات تدين النظام السوري وتتحدث عن جرائم بشار الأسد ضد شعبه، لكن فرانسوا هولاند قفز على تلك العبارات والتي جاءت في جملتين متتابعتين واللتين ورد فيهما: ''لقد شاركنا مع الجزائريين في القمة الأخيرة لنادي أصدقاء الشعب السوري، كتضامن ضروري في هذا الظرف الحساس، حيث نظام بشار الأسد يقود حربا ضد شعبه، ويجب علينا مساعدة السوريين في إيجاد طريق للحرية''. وتشير الصحيفة الفرنسية الشهيرة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان سيقرأ الخطاب كاملا غير مبتور من العبارات المذكورة، إلا أن اللقاء الثنائي الذي جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة دفعه للتراجع ''إرضاء لصديقه بوتفليقة''، كما كتبت في افتتاحية أمس. ووفق لمصادر الصحيفة، فإن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أثار أمام هولاند، عشية إلقاء الخطاب، الدور الفرنسي في الأزمة السورية قائلا: ''فرنسا تدعم المتمردين السوريين الذين بينهم جهاديون وفي نفس الوقت تريد (فرنسا) محاربة جهاديين آخرين في شمال مالي''. وقصد، وفقا للصحيفة، موقفا متضاربا للسلطات الفرنسية من الجماعات المرتبطة ب''القاعدة''. ووصفت الصحيفة سلوك فرانسوا هولاند عموما خلال زيارته الجزائر، التي دامت يومين، ب''التصالحي''، وقد بدا، حسبها، ''جد تصالحي كلما تعلق الأمر بشمال مالي وبعملية عسكرية مفترضة لمطاردة بضعة آلاف من الإسلاميين الذين يحتلون الشمال''. وتسرد الصحيفة في هذا السياق ما رأت فيه مؤكدا لملاحظاتها: ''إبرازا لهذه النغمة التصالحية، قام فرانسوا هولاند باستعراضها مجددا خلال مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس الجزائري على شرفه.. بعد الوليمة، هولاند قام بتقديم صحفيين لصديقه الديمقراطي جدا بوتفليقة''. ونقلت الصحيفة تعليقا للرئيس للصحفيين الفرنسيين المحيطين به لحظتها مازحا: ''لقد وقّعنا عقدا... هو (هولاند) يذكرني بخير وأنا أيضا أذكره بخير''. وعلقت الصحيفة التي بدت معاتبة لكلام هولاند في الجزائر عن إصلاحات سياسية في البلاد: ''الرئيس الجزائري محق دون أدنى شك ليذكر هولاند بخير... فهو (هولاند) لم يتمتم بكلمة واحدة خلال زيارته الجزائر''.