أعلن وزير الطاقة التركي، تانر يلدز، أن الجزائر وتركيا اتفقتا على تجديد عقد تزويد أنقرة بالغاز الطبيعي الجزائري لمدة 10 سنوات، بكميات تتراوح ما بين 2,4 و3 ,4 مليار متر مكعب، مع وجود التزام جزائري بدراسة رفع الكميات المصدرة إلى حدود 5 و6 ملايير متر مكعب في حال توفر الإنتاج الكافي. وأوضح المسؤول التركي، خلال ندوة صحفية نظمت بإقامة الميثاق، بأن تركيا ستستفيد من كميات منتظمة من الغاز الجزائري لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، بحجم يتراوح في المرحلة الحالية ما بين 2 ,4 و3 ,4 مليار متر مكعب، لتغطية جزء من حاجيات السوق التركي، مضيفا بأن هذا السوق يعرف نموا متسارعا ويتراوح ما بين 8 و10 بالمائة سنويا، ما يدفع السلطات التركية إلى تحيين طلبها بصورة دورية، خاصة أن التوقعات الحالية تفيد بإمكانية مضاعفة الطلب التركي خلال العشر سنوات المقبلة مرتين. في نفس السياق، كشف الوزير التركي عن طلب أنقرة من الجزائر، إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك، الرفع من الإمدادات الجزائرية والكميات المصدرة. وقد تعهّد وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، في حال توفر القدرات الإنتاجية المتاحة، بالذهاب أبعد من الكميات المتفق عليها والرفع من سقف الصادرات الغازية الجزائرية إلى تركيا إلى مستوى 5 و6 ملايير متر مكعب سنويا أي ما يعادل حوالي 30 إلى 35 بالمائة من حاجيات السوق التركية، علما بأن تركيا تقوم أيضا باستيراد كميات معتبرة من الغاز من روسيا وبلدان أوروبية أخرى مثل هولندا والنرويج، في سياق سياسة تنويع مصادر التموين. وعلى صعيد متصل، أشار الوزير التركي إلى أن أنقرة ستلجأ لضمان جزء من احتياجاتها إلى الأسواق الحرة ''سبوت''، حيث ستقوم باقتناء ما بين جانفي وفيفري من السنة الحالية أربع شحنات تقدر ما بين 350 و400 مليون متر مكعب، لضمان تلبية الاحتياجات الضرورية على المدى القصير للسوق التركية. وأفاد الوزير التركي فيما يتعلق بملف التعاون الثنائي، بأن المحادثات الثنائية تركزت حول إمكانية الاستفادة من الخبرة التركية، خاصة الشركة التركية للبترول لإقامة شراكة مع سوناطراك في مجال الاستكشاف والبحث والتنقيب عن المحروقات، خاصة في أعماق البحار، حيث نجحت الشركة التركية في كسب خبرة كبيرة، من خلال نشاطاتها بالبحر الأسود، مستطردا بأن تركيا مستعدة لتشكيل شركة مختلطة توسّع نشاطاتها في دول أخرى غير الجزائر. فضلا عن ذلك، أعرب تانر يلدز عن استعداد بلاده لتطوير التعاون في مجال الطاقات المتجددة، خاصة منها الطاقة الشمسية، حيث تمتلك المؤسسات التركية تجربة وخبرة كبيرة في الميدان وفي مجال إنتاج الألواح الشمسية، يمكن استغلالها لتطويرها في الجزائر بما يتوافق مع الإمكانات والقدرات المتاحة. كما كشف عن استعداد عدد من الشركات التركية للاستثمار مباشرة وعن طريق الشراكة مع جزائريين في هذا المجال، لضمان شراكة مربحة للطرفين، معلنا عن وجود استعداد لتوسيع نطاق الشراكة والتعاون في عدة قطاعات ذات صلة بالطاقة.