كشف مصدر مسؤول من قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عن مباشرة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لإجراءات تخصّ تحويل حسابات المتقاعدين من بريد الجزائر، والمقدّر عددهم ب5, 2 مليون إلى البنوك الوطنية العمومية والخاصة، مشيرا إلى أن هذه العملية ستعمّم لتشمل تحويل الحسابات الخاصة بالموظّفين، في انتظار إقرار الإدارات العمومية بذلك، خاصة مع استمرار إضراب عمال البريد. وكانت الحكومة قد سمحت، في التعليمة الصادرة، مؤخّرا، من طرف بنك الجزائر بتحويل حسابات المتقاعدين إلى البنوك. وأكّد ذات المصدر، في تصريح ل''الخبر''، أن بريد الجزائر، الذي يسيّر حاليا حوالي 13 مليون حساب، منها ستة إلى سبعة ملايين حساب جاري فقط فعّال، أيّ يتمّ استعماله بصفة منتظمة، سيفقد الحسابات الخاصة بالمتقاعدين، ليبقى يسيّر حوالي 5 ملايين خاصة بالموظّفين يمكن له أن يضيّع مداخيلها في حال استمرار الإضراب، ما سيعجّل في إفلاس المؤسّسة. من جهة أخرى، قال ذات المصدر إن قيمة الخسائر التي سُجّلت على مستوى الحسابات الجارية، من خلال عمليات الدفع والسحب، بلغت ما يمثّل 5 ملايير سنتيم يوميا، دون حساب الخسائر المنجرّة عن الخدمات المقدّمة من قبل بريد الجزائر بالنسبة للحوّالات وبيع الطوابع وغيرها. على صعيد آخر، أشار المصدر ذاته إلى أن تحويل الحسابات الجارية من بريد الجزائر للبنوك سيفقده أهم مورد مالي يعتمد عليه في تغطية تكاليف تسييره، مضيفا أن ذلك سيجعل الحكومة تمتنع، مستقبلا، عن تقديم دعم إضافي لهذه المؤسسة بعد فقدان زبائنها، علما أن القطاع الذي استفاد، مؤخّرا، من 21 مليار دينار، خصّص مبالغ هامة للقيام بإعادة تجهيز وعصرنة بريد الجزائر.