وقعت مكاتب البريد الموزعة عبر تراب الجزائر منذ أربعة أيام في أعطاب يجهل مصدرها وأتت على كل الوكالات دون استثناء، فلا توجد وكالة سلمت من هذا العطل· الغريب في الأمر أن الأعطال جاءت في فترة تتزامن وأجور المتقاعدين الذين تصل أعدادهم إلى حوالي المليون متقاعد، إضافة إلى العمال الذين يتقاضون أجورهم عبر الحسابات الجارية لبريد الجزائر· لدى تنقلنا إلى مختلف مكاتب البريد الموزعة في الجزائر وسط في كل من البريد المركزي، حسيبة بن بوعلي، وميسونيي إضافة إلى بلكور·· حالة من التذمر والنرفزة طبعت وجوه الزبائن الذين لم يتجرعوا العطل ووقفوا ''مسمرين'' منذ الثامنة صباحا علّ وعسى أن تصلّح الأمور وتعود المياه إلى مجاريها وفق العادة، غير أن الحال يستمر لليوم الرابع على التوالي حتى عمال الشبابيك ورؤساء مكاتب البريد يجهلون السبب، مما زاد من حدة الأزمة بعجزهم عن تبرير الخلفيات الحقيقية لهذا العطل والاكتفاء بالسكوت· التذمر دفع الكثيرين إلى القسم ثلاثا بتحويل حساباتهم البريدية إلى بنكية، خاصة أن المشاكل تتكرر كل مرة، وفي كل مرة حجج يتذرع بها بريد الجزائر دون تبريرات واقعية، مما يرهن مصير الكثير من الزبائن الذين هم بحاجة إلى رواتبهم وأموالهم التي يتلقونها عبر وكالات بريد الجزائر، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى وجود 12 مليون جزائري يتقاضون أجورهم ومنحهم إلى جانب المعاشات عبر وكالات البريد· من جهة أخرى، أكد لنا أحد الزبائن أن أغلب المتقاعدين وجدوا أنفسهم أمام خيار الاستدانة أو ''الكريدي'' من المحلات، وذلك بسبب تعطل المعاشات التي من المفترض أنه شرع في استلامها ابتداء من تاريخ ال 25 من الشهر الحالي، والطامة الكبرى هي تخوف استمرار الوضع على حاله، خاصة وأن الأيام المقبلة تتزامن والفاتح من الشهر المقبل، حيث سيكون مئات الآلاف على موعد مع رواتبهم الشهرية، وفي هذه الحالة سيكون بريد الجزائر في مأزق كبير· نور الدين بوفنارة المكلف بالدراسات على مستوى بريد الجزائر: مؤسسة صيانة اتصالات الجزائر هي المتسبب في العطل وتاريخ إصلاحه يبقى مجهولا اعترف المكلف بالإعلام على مستوى بريد الجزائر، نور الدين بوفنارة، في تصريح خص به ''الجزائر نيوز''، بوجود عطب على مستوى شبكة بريد الجزائر التي ترجع أسبابها الرئيسية إلى عمليات ترميم تقوم بها شركة وطنية مكلفة بأعمال صيانة لصالح مؤسسة اتصالات الجزائر، غير أنها تسببت في قطع الشبكة الضخمة الرابطة بالألياف البصرية، حيث تركت بها خسائر كبيرة يصعب تصليحها بين يوم وليلة، ويعود تاريخ هذا العطب حسب ذات المتحدث لأربعة أيام ماضية، فيما لم يؤكد المسؤول تاريخ محدد لإعادة تصليح العطب، وقال أن ما يهم بريد الجزائر هو التعجيل بإصلاح العطب المتزامن مع دفع معاشات المتقاعدين، مبديا قلقه من استمرار الوضع على ما هو عليه، حيث أسر ذات المتحدث أن اتصالات الجزائر رفعت دعوى قضائية ضد الشركة المكلفة بعمليات الصيانة التي قطعت رابطة الألياف البصرية التي لا تقتصر فقط على بريد الجزائر، بل امتدت إلى البنوك وشبكة الأنترنت·