مع انطلاق العد التنازلي للذكرى الثانية للثورة المصرية، تكثف القوى الثورية والمدنية والليبرالية استعداداتها للمشاركة في هذه التظاهرة، وسط تكهنات من قبل بعض المتابعين بسيناريو دموي. تتحدث هذه التكهنات عن اشتباكات عنيفة بين المعارضة التي ستخرج في مسيرات رافعة عشرة مطالب أبرزها إسقاط النظام، تحت شعار ''لا لدولة الإخوان''، والموالاة على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي قالت إن احتفالها بالذكرى الثانية للثورة سيقتصر على حملة ''ولادك أهم''، وهي حملة شعبية بالتعاون مع حزب الحرية والعدالة ذراعها السياسي، موجهة الدعوة لجميع الأحزاب وكافة الشعب والقوى المدنية للمشاركة فيها. ورفض العديد من النشطاء السياسيين وممثلي الأحزاب الليبيرالية الدعوة التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، للاحتفال في الذكرى الثانية للثورة المصرية، الجمعة القادم، مؤكدين أنهم سيخرجون في أربع مسيرات حاشدة من مختلف مساجد القاهرة، في تجاه ميدان التحرير، رافعين شعار ''لا لدولة الإخوان''، احتجاجا على ما وصفوه بسوء الإدارة والانفلات الأمني وسعي جماعة الإخوان إلى الاستئثار بالسلطة، حيث يرفع الثوار عشرة مطالب أبرزها: إسقاط النظام وتحقيق القصاص لشهداء الثورة وإعادة المحاكمات وتطهير وزارة الداخلية وإقالة حكومة هشام قنديل وإقالة النائب العام الذي عيّنه الرئيس وتعديل المواد الخلافية بالدستور. ودعت القوى الثورية جموع الشعب المصري، إلى النزول للميادين والشوارع للتظاهر في الذكرى الثانية للثورة، للتأكيد على استمرار الثورة التي سالت من أجلها دماء الشهداء، وأنه لا تنازل عن القصاص لدماء الشهداء. وفي غضون ذلك، يشهد ميدان التحرير، وسط القاهرة، تزايدا في أعداد خيام المعتصمين وصلت إلى 117 خيمة، تحضيرا لفعاليات الذكرى الثانية للثورة المصرية. من جهته، أعلن ناصر عبد الحميد، الأمين العام المساعد لحزب الدستور، أن الذكرى الثانية للثورة المصرية، ستشهد يوما قويا تطبعه سلسلة من التظاهرات الاحتجاجية، مؤكدا أن فكرة الاعتصام والعصيان واردة، مضيفا في تصريح ل''الخبر'': ''خروجنا في مظاهرات حاشدة الجمعة المقبل، هو رسالة لنظام الرئيس مرسي بأنّا مستمرون في ثورتنا لحين تحقيق مطالبنا التي لم تتحقق بعد على أرض الواقع، لكن المكسب الوحيد الذي خرجنا به من الثورة، هو تكسير حاجز الخوف لدى عامة المصريين، وانكشاف حقيقة النظام الحالي الذي قام باغتصاب السلطة، ويسعى إلى السيطرة والهيمنة على جميع مؤسسات الدولة''. وفي تعليقه على توقع بعض المحللين نشوب اشتباكات عنيفة بين قوى المعارضة والموالاة، يقول محدثنا: ''لا أتوقع حدوث صدام بين المعسكرين، وسيقتصر اليوم على تنظيم سلسلة من المظاهرات السلمية، على أن يتم في وقت لاحق من هذا اليوم تحديد قرار الاعتصام والعصيان المدني من عدمه، حيث إننا لا نتمنى أن ندخل في صدام مع المعسكر الآخر''. ووسط تكهنات بسيناريو دموي، تتوقع جماعة الإخوان المسلمين أن تشهد الذكرى الثانية للثورة المصرية مناخا أكثر إيجابية، لوجود رئيس منتخب ودستور أقره الشعب بخلاف الذكرى الأولى التي شهدت صداما بين الجماعة وبعض القوى السياسية، مؤكدة أنها لن تسمح بإشاعة العنف والفوضى وإجهاض الثورة أو العنف، وأنها ستعمل على تهدئة الأجواء وتفويت الفرصة على سعي بعض التيارات لتكريس الفوضى وإشعال الاضطرابات.