أجمع التقنيون الذين تحدثت إليهم ''الخبر'' أن الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره التونسي يتحمّل مسؤوليتها المدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش، واتفق أغلبهم على أن التغييرات لم تكن موفقة، وبأن المدرّب البوسني لم يكن جريئا في الهجوم رغم أن المنافس كان في متناول ''الخضر''. الناخب الوطني الأسبق، علي فرقاني ''تغييرات المدرّب كانت متأخرة'' كشف الناخب الوطني السابق والمدرب الحالي لشباب باتنة، علي فرفاني، أن النتيجة المسجلة أمام المنتخب التونسي لم تكن متوقعة إطلاقا، ''لأني أعتقد أن فوز المنتخب الوطني التونسي لم يكن مستحقا لعدة اعتبارات، أهمها الفرص المتاحة للجزائر، في مقابل ست فرص أتيحت للمنتخب التونسي، طيلة أطوار المقابلة، حوّل واحدة منا لهدف السبق''. علي فرفاني أكد أن ''الخضر'' لعبوا جيدا ''لكن غياب التجسيد حال دون حسم المباراة لصالحنا، خاصة وأن الوجه الذي ظهر به المنتخب التونسي لم يكن كبيرا، وظهر بعيدا كل البعد عن مستواه، حتى أنه في بعض الأحيان ظهر فريقا ضعيفا''. فرفاني أرجع الهزيمة لعدم تحرك بعض اللاعبين وتقديم الإضافة المرجوة منهم، على غرار كادامورو ومهدي مصطفى، على العكس من ذلك الجهة اليسرى قدمت الشيء المطلوب بواسطة مصباح وقادير. فرفاني حمّل الناخب الوطني بعض المسؤولية، كونه تأخر نوعا ما في التغييرات، خاصة على مستوى وسط الميدان الاسترجاعي، عكس نظيره التونسي الذي قام بتغييرات أتت بثمارها في نهاية اللقاء. وأوضح فرفاني أن الدفاع التونسي كان ضعيفا، خاصة الثنائي الهيشري والعيفة الذين كانوا الحلقة الأضعف في المنتخب التونسي، لكن هذه النقطة لم تستغل. فرفاني أكد في الأخير أن الذي يضيّع عادة ما يتلقى أهدافا، وهو حال ''الخضر''، مشيرا إلى أن التأهل للدور القادم بات يتطلب معجزة، رغم أنه في كرة القدم كل شيء ممكن. باتنة: ع. ياسين مدرب شباب أهلي البرج عبد القادر عمراني ''منتخبنا لم يكن حاضرا في الهجوم'' صرح عبد القادر عمراني، المدرب الجديد لشباب أهلي البرج، بأن المنتخب الجزائري لم يكن حاضرا هجوميا بشكل جيد، رغم أن منتخب تونس، في الشوط الأول، كان في متناوله. وقال عمراني ''رغم سيطرتنا على مجريات اللعب في المرحلة الأولى، لم تكن لدينا فرص كثيرة وواضحة للتهديف، عدا رأسية سليماني التي اصطدمت بالعارضة وقذفة مصباح، ما يعني بأن الخط الأمامي للمنتخب الوطني لم يكن فعّالا وحاضرا دوما أمام مرمى الحارس التونسي''، مضيفا ''المدرب الوطني انتهج خطة دفاعية، بدليل إشراكه لثلاثة عناصر في الارتكاز منهم مهدي مصطفى وهو مدافع، أي أن المنتخب لعب بعدد كبير من المدافعين، ووجد المهاجم سليماني نفسه معزولا، لأن الثنائي فيغولي وقادير كان بعيدا عن سليماني''. وأضاف المدرب عمراني بأن المنتخب التونسي كان أذكى من مدرب منتخبنا، مشيرا ''هناك مشكل في المنتخب الجزائري يتعلق بالجانب المعنوي، فقد شعرت بأن لاعبينا يخشون ارتكاب الأخطاء، ما يفسر عدم فعاليتهم، على خلاف عناصر المنتخب التونسي التي كانت تثق في قدراتها، بدليل الهجمات المرتدة الثلاث في الشوط الأول التي كاد من خلالها منافسنا أن يصنع الفارق لولا الحارس مبولحي''. وحسب مدرب الأهلي، فإن المنتخب الجزائري ارتكب أخطاء كثيرة ولم يكن موفقا أيضا في بناء الهجمات خاصة المرتدة منها ''بسبب التنظيم الدفاعي المنتهج''، مضيفا ''مدرب منتخب تونس كان ذكيا حين أشرك الدراجي الذي يحسن الاحتفاظ بالكرة، كما أن المهاجم المساكني يعتبر لاعبا كبيرا وهدفه دليل على أنه من طينة الكبار''. الجزائر: رفيق وحيد مساعد مدرب المنتخب التونسي سابقا، رضا جدي ''دخول سوداني لعب دورا سلبيا '' عبّر مساعد مدرب المنتخب التونسي سابقا، رضا جدي، عن سعادته بفوز منتخبه على نظيره الجزائري، أول أمس، في إطار نهائيات ''كان'' جنوب إفريقيا، مؤكدا أن السيطرة على مجريات اللعب طوال المقابلة كانت جزائرية، إلا أن الفعالية كانت تونسية. وأوضح رضا جدي، المتوج رفقة المدرب الفرنسي روجي لومير مع منتخب تونس بالكأس الإفريقية الوحيدة لهذا الأخير عام ,2004 بأن التفوق الجزائري كان على كافة المستويات، سواء من حيث عدد الفرص أو نسبة امتلاك الكرة أو الصراعات الثنائية، إلا أن تغييرات المدربين في الشوط الثاني لعبت دورا عكسيا، حيث أكد المتحدث أن إدخال حاليلوزيتش المهاجم سوداني كانت نقطة تحول المباراة، حيث ساهم، حسبه، هذا التغيير في فتح فراغات على مستوى وسط الميدان الدفاعي المكثف ل''الخضر''، ما سمح للبديل التونسي أسامة الدراجي من إيجاد ثغرات في هذه المنطقة وتحرير المهاجم الخطير المساكني الذي وجد المجال لتوجيه قذفة رائعة سجل بها الهدف الوحيد ل''نسور قرطاج''. وشدد رضا جدي بأن حظوظ ''الخضر'' مازالت قائمة في التأهل للدور الثاني، بشرط تحقيق الفوز على منتخب الطوغو في اللقاء القادم، ثم تحقيق نتيجة إيجابية في اللقاء المصيري الأخير أمام كوت ديفوار، وربط المدرب التونسي تحقيق نتيجتين إيجابيتين في اللقاءين المذكورين بتغيير الرسم التكتيكي المنتهج أمام تونس، والاندفاع أكثر نحو الهجوم بالاعتماد على الرواقين واستغلال صعود الظهيرين على الأطراف. قسنطينة: ش. فيصل مدرّب وفاق سطيف هيبر فيلود، ل''الخبر'' ''كان يجب إشراك سوداني بجانب سليماني'' أشار مدرب وفاق سطيف، هيبر فيلود، إلى أن المنتخب الجزائري لعب مباراته أمام المنتخب التونسي باحتشام كبير في الهجوم، وأعطى المنتخب التونسي أكثر من حجمه. وقال فيلود في تصريح ل''الخبر'' بشأن أداء المنتخب الوطني ''اللاعبون الجزائريون لم يبادروا كثيرا في الهجوم، ولو لعب مثلا سوداني لوقت طويل إلى جانب سليماني لكانت النتيجة مغايرة تماما لما آلت إليه، رغم أن المنتخب الجزائري لعب أحسن من المنتخب التونسي''. وأضاف فيلود ''هذه هي كرة القدم، وعلينا ألا نكون متشائمين كثيرا، لأنني أظن أنه يمكن الفوز على المنتخبين الطوغولي والإيفواري، لكن بكثير من الواقعية والإرادة خاصة في الخط الأمامي للمنتخب الجزائري''. سطيف: زهير شارف المدرب الوطني الأسبق، عبد الرحمان مهداوي ''الطرابلسي تفوّق على حاليلوزيتش'' قال عبد الرحمان مهداوي، المدرب الوطني الأسبق، إن مدرّب منتخب تونس سامي الطرابلسي تفوق على وحيد حاليلوزيتش مدرّب ''الخضر''، مشيرا إلى أن تغييرات الأول كانت ناجحة، بينما لم تأت تغييرات البوسني بأي جديد. وقال مهداوي في تصريح ل''الخبر''، إن المنتخب الجزائري خسر تكتيكيا في الشوط الثاني، موضحا ''كان واضحا بأن حاليلوزيتش أعطى تعليمات للاعب مهدي مصطفى الذي نشط كوسط دفاعي، بمراقبة المهاجم المساكني الذي كان يلعب على الجهة اليمنى من دفاع المنتخب الجزائري، وحين استبدل حاليلوزيتش الظهير الأيمن كادامورو، وظف مصطفى في منصبه، ما جعل المساكني يتحرّر من المراقبة وأصبح أكثر خطورة، خاصة بعد إشراك طرابلسي المهاجم أسامة الدراجي''. وحسب المدرب مهداوي، فإن حاليلوزيتش بنى خطته في الشوط الأول على الدفاع والتصدي لأي هجمات تونسية، غير أنه في الشوط الثاني ''لم يعد المنتخب الجزائري يعمل على توقيف مهاجمي المنتخب التونسي، لأن تغييرات المدرب غيّرت طريقة اللعب والانتشار أيضا، وبدخول سوداني بدل لاعب وسط ميدان، أكد بأن حاليلوزيتش غيّر تكتيكه، وكان نتيجة ذلك تلقي هدف قاتل''. وأشار مهداوي إلى أن المنتخب الوطني كان أفضل بكثير من المنتخب التونسي خاصة في الشوط الأول، مشيرا ''لا أخفي عليكم بأننا ضيّعنا فوزا كان في متناولنا، قياسا بمجريات اللعب في الشوط الأول، ولم يتمكن المنتخب التونسي من العودة سوى في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول، قبل أن يتفوق علينا في النتيجة في نهاية الشوط الثاني''. الجزائر: رفيق وحيد