اعتبر المدير التنفيذي للمدرسة الدولية للأعمال، برونو لانفان، أن طرح مشكل نقل التكنولوجيا من منظور سياسي بين الشمال والجنوب خطأ، لأنها عملية تجارية بحتة، حيث أن أصحاب البراءات يبحثون عمّن يدفع أكثر للتعامل معه والدول النامية، بسبب فقرها مقارنة بالدول المتقدّمة التي تبقى متأخرة في هذا المجال. وأشار برونو لانفان الذي ترأس، أمس، أشغال الاجتماع التشاوري الإقليمي الثاني للمنظمة العالمية للملكية الفكرية لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط حول تحويل التكنولوجيا بفندق الأوراسي، في تصريح ل''الخبر''، أن نقل التكنولوجيا ما هو إلا قضية مبادلة تجارية بين البائع والمشتري، حيث أن أصحاب البراءات دائما ما يبحثون عمن يدفع أكثر. وأوضح ذات المتحدث، على هامش الجلسة التي نظمت أمس للاستماع لمختلف تجارب الدول الإفريقية والعربية حول الموضوع، أن الوضع بدأ يتغيّر في السنوات القليلة القادمة. وأكد لانفان، في ذات الصدد، أن الكثير من براءات الاختراع أصبحت تصدّر من الدول النامية بفضل تطور البحث في عدد من هذه البلدان، ما سيسمح بتغيير الوضعية وفتح المجال أمام جميع الدول لامتلاك التكنولوجيا، بالإضافة إلى أن الكثير من الإبداعات الآن، حسب برونو لانفان، تتم بشراكة بين دول الضفتين، مؤكدا أن منطقة حوض البحر المتوسط ستصبح، في السنوات القليلة القادمة، من أهم المناطق التي يتم فيها الابتكار، بالتعاون بين البلدان المتقدمة والنامية والمؤسسات من الضفتين، ما سيسمح بحصول أسهل على التكنولوجيا. وقد كان وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، شريف رحماني، قد أشار خلال افتتاحه أشغال هذا الاجتماع، إلى ضرورة وضع شراكة استراتيجية بين الدول المتقدمة والنامية لنقل المعرفة والابتكار، وذلك من خلال خلق فضاء مؤسساتي مشترك يتيح تبادل الخبرات والتعرّف على التحدّيات وإيجاد الحلول. وأشار السيد رحماني إلى اقتراح الجزائر وضع فضاء مؤسساتي لبلورة نقل الابتكارات، وتعزيز التبادل الجهوي والدولي برعاية المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأممالمتحدة.