رئيس مجلس الإدارة تفاجأ عند زيارة مقر الشركة الهولندية بإعلان إفلاسها فضيحة ثانية تهز أكبر مجمع عربي وإفريقي لإنتاج الفوسفات ''فرفوس''، بعد أقل من 8 أشهر من فتح جهاز العدالة على مستوى القطب الجزائي المتخصص بقسنطينة، بأمر من الوزير الأول السابق تحقيقا قضائيا في تجاوزات التسيير بالوحدات الإنتاجية، إضافة إلى الخروق المسجلة في برامج التصدير ومخططات شحن البواخر الأجنبية بميناء عنابة بمادة الفوسفات الخام. علمت ''الخبر'' أن جهات أمنية مختصة، باشرت منذ يومين، تحرياتها في الفضيحة الجديدة، بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، بعدما حصلت على معلومات مفادها تمكين مسؤولين سامين يعملون بمجمع ''فرفوس'' وإطارات بمركب ''سوميفوس'' لإنتاج الفوسفات الواقع بمنطقة جبل العنق ببلدية بئر العاتر بولاية تبسة، وآخرون يعملون بوحدة الشحن بميناء عنابة لشركة هولندية ''مفلسة'' تحمل اسم'' ترموفوس انترناسيونال''، من صفقة تصدير كميات هائلة من مادة الفوسفات الخام، بقيمة 04 ملايين دولار دون تسديدها للمستحقات ومبلغ الصفقة. وبينت التحريات الأولية، أن مجمع ''فرفوس'' الكائن مقرها بولاية عنابة، ومسؤولي منجم جبل العنق لإنتاج الفوسفات بولاية تبسة، لم يقوموا بإخطار الجهات الوصية على مستوى وزارة الطاقة والمناجم بتفاصيل هذه الفضيحة، إضافة إلى عدم تقديم شكوى رسمية ضد الشركة الهولندية، خاصة بعدما تنقل، حسب مصادرنا، رئيس مجلس إدارة شركة ''سوميفوس'' منذ قرابة شهرين في مهمة رسمية إلى هولندا للبحث عن مقر الشركة ومسؤوليها، جراء الانقطاع المفاجئ لجميع الاتصالات بين مسؤولي الشركة الجزائرية ''سوميفوس'' والشركة الهولندية ''سترمفوس انترناسيونال''، حيث تفاجأ رئيس مجلس إدارة الشركة الجزائرية عند وصوله إلى موقع الشركة الهولندية بأنها أعلنت الإفلاس وأغلقت جميع وحداتها ومكاتبها التمثيلية بهولندا، الأمر الذي تسبب في ذهول الوفد الجزائري وخلق ارتباكا كبيرا في كيفية استرداد مبلغ 04 ملايين دولار قبل اكتشاف أمر هذه الفضيحة على أعلى مستوى في السلطة. وسيتم التدقيق القضائي في هذه الصفقة بعدما تلقت الجهات الأمنية المختصة معطيات جديدة، تتعلق باسم الباخرتين الأجنبيتين ''سير البار'' و ''فيكتور اكاشوف'' اللتين قامتا بتاريخ 03 أوت 2012 و15 سبتمبر من نفس السنة، بشحن على مستوى ميناء عنابة حمولة تصل إلى 33 ألف طن من مادة الفوسفات الخام، دون أن يتقيد مسؤولو مركب ''سميفوس'' وإطارات المديرية التجارية بجميع التدابير القانونية الواجب اعتمادها في إبرام صفقات بيع وتصدير مادة الفوسفات الخام من وإلى دولة أجنبية، بداية من عدم احترام التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، التي صادق عليها مجلس الأمة لتعزيز رقابة الدولة ومكافحة الغش والفساد وكذا تهريب الأموال التي تتعلق بجرائم خطيرة مثل تبييض الأموال. كما أظهرت معطيات التدقيق الأولي في الملف، مخالفة مسؤولي شركة ''سوميفوس: الجزائرية، للقوانين المتعامل بها في كيفية تلقي المستحقات المالية قبل تصدير الشحنة إلى الشركة الهولندية، إضافة إلى عدم توطين الأموال لدى البنوك الوطنية المعتمدة، مما اعتبر خرقا فاضحا للقوانين. وسيتم على مستوى مصالح الجهات الأمنية المختصة المكلفة بمتابعة الملف، إخضاع قائمة موسعة بأسماء مسؤولين وإطارات يعملون بمجمع ''فرفوس'' ووحدتي الشحن بميناء عنابة ومنجم استخراج الفوسفات بجبل العنق بتبسة، إلى جلسات استجواب وتدقيق في المكالمات الهاتفية التي أجريت خلال وبعد حصول الشركة الهولندية على شحنة الفوسفات، لاسيما وأن بعض الإطارات والمسؤولين يحتمل بأنهم حصلوا على امتيازات غير مستحقة وهديا، إضافة إلى الاستفادة رفقة أفراد عائلاتهم من رحلات نحو هولندا، حيث ستكشف ذلك عمليات التدقيق في جوازات السفر وتواريخ الدخول والخروج .