تفيد أحاديث الصالونات السياسية أن من أهم الأسباب التي قصّرت أيام عبد العزيز بلخادم في أمانة الأفالان، اتهامه بتحريض النواب لتعطيل مشروع قانون المحروقات المعدل، والتشويش على مشروع العهدة الرابعة. فعلى الرغم من أنه يقف بعيدا عن شؤون الأفالان، إلا أن عبد القادر حجار، سفير الجزائر في تونس، يعلم كل صغيرة وكبيرة داخل بيت الحزب العتيد، بفضل التفاف الكثير من القيادات المؤثرة حوله. وإن رفض حجار الظهور في مقدمة الصفوف خلال الأزمة التي يعيشها الأفالان منذ عامين، فإنه يظل مؤثرا للغاية في مجريات الأحداث. وما يعزز هذا الرأي، ما قام به حجار لإقناع بلخادم بالتنحي و''حفظ ماء الوجه'' عندما أرسل محمد عليوي، أمين عام اتحاد الفلاحين، برسالة مفادها أن ''بوتفليقة بعث إليك برسالتين ولا تحتاجان التفسير، الأولى عندما أبعدك من الحكومة، والثانية بتعيين خصومك في الحركة التقويمية، صالح فوجيل والهادي خالدي ضمن الثلث الرئاسي في مجلس الأمة''. لكن بلخادم غادر مكتبه بعد فراغ عليوي من كلامه، مبلغا إياه نقل رده إلى حجار بأن الرئيس لم يقل له شيئا. ضربة موجعة أخرى تكون قد سرّعت بسقوط الحاج بلخادم الذي يظل في عيون الكثيرين من إطارات ومناضلي الحزب العتيد أفضل من يوجد في الساحة حاليا، بمناسبة تدخلات نواب كتلة الأفالان في المجلس الشعبي الوطني، والتي لم تعجب لا المحيط الرئاسي ولا صناع القرار وخاصة ما جاء على لسان النائب بهاء الدين طليبة، لانتقادها تعديلات قانون المحروقات ''خبز وقوت الشعب والدولة''. وقبل ذلك إقحام النائب نفسه في مشروع العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، بنشر مناشدة بالترشح في 4102 في شكل رسالة إشهارية قبل أشهر. وهذه الخطوة ''الجريئة'' من جانب نائب حديث العهد ب''لعبة الكبار'' جلبت لبهاء الدين سخطا كبيرا من جانب المحيط الرئاسي، الذي ''حباه'' برسالة شفوية شديدة اللهجة تكفل بنقلها له رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، وكان مضمونها ''أغلق فمك''. والنتيجة كانت أن أغلق النائب فمه، وسحب الأفالان مقترحات تعديلاته من قانون المحروقات في هدوء، وشاهدنا كيف يدير حجار خيوط المؤامرة الجديدة، باحترافيته المعهودة، وكأن التاريخ يعيد نفسه.. وكيف صار الأفالان صغيرا بممارسات كباره.