يزداد المشهد المصري تأزما، خاصة بعد وصول مؤسسة الرئاسة وجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى طريق مسدود، حيث أعلنت الرئاسة رفضها لمطالب المعارضة، ودعت للاستعداد للانتخابات البرلمانية، بينما تؤكد المعارضة تمسكها بمطالبها وتجدد رفضها الجلوس على مائدة الحوار، لحين تحقيق أهداف الثورة، داعية جموع الشعب المصري للاحتشاد في مختلف ميادين الحرية لإسقاط النظام. تستعد القوى الثورية الشبابية للخروج في مليونية، الجمعة المقبل، تحت مسمى ''مليونية الكرامة''، في نفس الوقت أعلنت الجماعة الإسلامية تأجيل المليونية التي كانت تعتزم تنظيمها. وتتوالى ردود الفعل تباعا على مطالب جبهة الإنقاذ الوطني، التي أعلنت تبنيها مطلب إسقاط نظام الرئيس مرسي، وهو المطلب الذي أثار غضب التيار الإسلامي الذي اعتبره هراء سياسيا ومخالفا للدستور والقانون والأعراف السياسية، وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء، مهددا بالرد المناسب في حال تمسك الجبهة بهذا المطلب، والتصدي لكل من تخول له نفسه الاعتداء أو الاقتراب من قصر الرئاسة، في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة الرئاسة، رسميا، رفضها دعوة الجبهة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني للخروج من الأزمة، كشرط للجلوس على مائدة الحوار، ودعت جميع القوى السياسية إلى التحضير للانتخابات البرلمانية المقبلة، والمنتظرة خلال شهرين. وبالموازاة، قررت الجماعة الإسلامية تأجيل مليونيتها التي كانت مقررة الجمعة المقبل، إلى الجمعة 15 فيفري، وتغيير مكانها من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر إلى جامعة القاهرة، وطالبت الجماعة كافة القوى بالالتزام باستكمال أهداف الثورة من خلال الوسائل السلمية والوقوف بإصرار ضد أعمال العنف. ويأتي إرجاء هذه المليونية بسبب انقسام القوى الإسلامية حول الجدوى من تنظيم مليونيات في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد. من جهتها، تستعد القوى الثورية الشبابية للمشاركة في مليونية ''الكرامة'' الجمعة المقبل، للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس مرسي، وانتداب لجنة محايدة للتحقيق في الأحداث الأخيرة التي أعقبت الذكرى الثانية للثورة المصرية، محملين مرسي مسؤولية الدماء التي سالت. وفي غضون ذلك، ساد الهدوء الحذر، أمس، ميدان التحرير بعد تشييع جنازتي قتلى أحداث الاتحادية، مع حدوث بعض الاشتباكات المتقطعة بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط الميدان، وبالقرب من مقر السفارة الأمريكية. بالموازاة، ذكرت مصادر إعلامية أن وزير الثقافة قدم استقالته من الحكومة بعد حادثة جر وضرب حمادة صابر من بل قوات الشرطة.