حمدين صباحي ل''الخبر'': لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بإلغاء الإعلان الدستوري ''عيش حرية إسقاط الدستورية''.. ''ثوار أحرار حنكمل المشوار''.. ''إرحل''.. ''مرسي ودستوره باطل''.. ''يسقط يسقط حكم المرشد''.. هي شعارات رفعتها القوى المدنية والثورية، أمس، في مليونية ''حلم الشهيد''، اعتراضا على الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس مرسي الأسبوع الماضي، والذي يحصن بموجبه قراراته من رقابة القضاء، والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور. في جو مشحون بالغضب يشبه إلى حد كبير جمعة الغضب، التي خرج فيها الثوار قبل أزيد من سنة للمطالبة بإسقاط مبارك، خرجت مسيرات حاشدة من مختلف مساجد القاهرة باتجاه ميدان التحرير، تردد نفس الشعارات وكأن التاريخ يعيد نفسه، ويؤكد المتظاهرون الذين التقتهم ''الخبر''، استمرارهم على الاعتصام والتظاهر السلمي لحين إسقاط الإعلان الدستوري، والقصاص العادل لشهداء الثورة، فيما يتوقع البعض الآخر سيناريو أكثر سوادا ودموية قد يؤدي إلى وقوع شهداء آخرين أضعاف ما دفعته ثورة 52 جانفي، في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية. تشكيك في ''ذمة'' الجمعية الوطنية وفيما يؤكد الرئيس مرسي بأن الإعلان الدستوري الذي أصدره مؤقتا، لحين الانتهاء من كتابة دستور جديد للبلاد، أعلن عدد من الصحف الحزبية والخاصة الاحتجاب عن الصدور يوم الثلاثاء المقبل، احتجاجا على الإعلان الدستوري، الذي اعتبروه انقلابا على أهداف الثورة، كما قررت 3 محطات تلفزيونية تسويد شاشاتها اليوم نفسه. في نفس الوقت، أطلق المنتدى العالمي للوسطية مبادرة عاجلة لحل الأزمة المصرية، تناشد الرئيس بإعادة النظر في الإعلان الدستوري لفتح الباب لحوار جاد يحقق التراضي الوطني، وأكد الإمام الصادق المهدي، رئيس المنتدى العالمي للوسطية في لقاء مع ''الخبر''، أنه أجرى اتصالات مع الكنيسة المصرية ممثلة في البابا تواضروس الثاني، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأعضاء جبهة الإنقاذ الوطني في محاولة لفتح قناة الحوار، واستطرد قائلا: ''لمسنا استعدادا للجلوس إلى طاولة التفاوض أكثر مرونة من الكلام المعلن، وأثمّن تعليق المليونية التي دعت إليها التيارات الإسلامية الثلاثاء الماضي، وأدعو إلى إفساح المجال للتيار الآخر ليعبر عن رأيه ومواقفه في ميدان التحرير''. وفي السياق، قال الناشط السياسي محمد عادل، أحد مؤسسي حركة 6 أفريل، إن ما يحدث في الجمعية التأسيسية من تعجيل والتصويت على المسودة النهائية للدستور يسقط عنها وصف ''جمعية وطنية''، حيث إنها أصبحت تدار بأوامر رئاسة الجمهورية لعمل دستور يخرج الرئيس مرسي من الأزمة السياسية الحالية التي تورط فيها. ويرى الناشط السياسي أن الموقف الذي أعلنه الإخوان المسلمون للخيار ما بين الاستفتاء على دستور مرفوض مبدئيا، أو القبول بالإعلان الدستوري المكمل مؤقتا، هو دعوة لاستمرار الأزمة السياسية الحالية وتصعيدها وشق للصف الثوري والوطني في مصر، وإقحام البلد في حالة الفوضى والتشتت. من جانبه، استنكر المرشح السابق في انتخابات الرئاسة المصرية مؤسس التيار الشعبي المصري، حمدين صباحي، تمسك الرئيس مرسي بالإعلان الدستوري الذي أصدره، قائلا في حديث مع ''الخبر'': ''للأسف الرئيس لم يدرك بعد أن الديمقراطية ليست طريقا للوصول إلى السلطة، وإنما هي طريقة لممارسة السلطة، صحيح هو يريد استخدام الديمقراطية، لكنه لا يمارس سلطته بطريقة ديمقراطية، من هنا تحول إلى ديكتاتور، بينما هو أتى بطريقة ديمقراطية شرعية، ووضع الشعب المصري بين خيارين سيئين، إما إعلان ديكتاتوري أو دستور لا يشارك في صنعه ولا يعبّر عن توافق وطني''. وأكد مؤسس التيار الشعبي المصري أن القوى الثورية لا تريد أن تتصاعد الأزمة إلى عصيان مدني، وأن تدخل مصر في منازعة حول شرعية الرئيس، منوها بأنه لا مخرج في ظل منطق الإكراه الذي يمارس الآن، وأنه لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بإلغاء الإعلان الدستوري، مضيفا ''نحن أمام أزمة وينبغي على الرئيس أن يكون مسؤولا عن حلها بحوار وطني حقيقي، ليس بمنطق الراعي، وإنما بمنطق الشريك صاحب السلطة مع الشركاء الذين ليس لهم سلطة، ولكن لديهم رأي فيما يحدث في الوطن كما كان لهم دور في الثورة''. الجماعة تنقل مليونيتها من ميدان التحرير وحقنا للدماء وتفاديا لتكرار سيناريو العنف وسقوط المزيد من الضحايا، قررت جماعة الإخوان المسلمين نقل فعاليات مليونية ''الشرعية والشريعة''، المؤيدة للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، والتي كان مقررا تنظيمها بميدان التحرير إلى أمام جامعة القاهرة، بمشاركة التيار الإسلامي العام المكوّن من 22 ائتلافا إسلاميا. القاهرة: مراسلة ''الخبر'' سهام بورسوتي