كثيرا ما تحدث الولادة وتتم بسهولة دون معاناة الأم ولا الجنين، لكن قد تصبح أحيانا صعبة جدا تؤدي إلى معاناة كبيرة للأم من جهة والجنين أيضا من جهة أخرى، وأحيانا أخرى تكون مستحيلة متطلبة اللجوء إلى عملية قيصرية. وأحيانا قد تحدث الولادة في الشهر السادس من الحمل، وتسمى بالولادة ما قبل الأوان، وأحيانا أخرى قبل بلوغ الحمل الشهر السادس وتسمى الإجهاض. في بعض الحالات الاستثنائية قد تتطلب عملية الولادة اللجوء إلى استعمال بعض الأدوية لتسهيل خروج الجنين. تسبق عملية الولادة أعراض مختلفة، بدءا بالأوجاع الخفيفة التي تظهر على شكل نوبات تنبئ بقرب الولادة، ثم تزداد حدتها وتطول مدتها، في الوقت الذي تتوسع فتحة عنق الرحم. وقد تستغرق هذه الفترة عدة ساعات، وخاصة أثناء الولادة الأولى إلى أن تحس المرأة بحاجة إلى الدفع، حينها يتمزق جيب المياه (أي الكيس الذي كان يعيش فيه الجنين طول مدة الحمل)، ليظهر الجنين في وضعيته استعدادا للخروج، هذه الوضعية قد تناسب خروجه أحيانا، وقد تعرقله أحيانا أخرى، ومنها الوضعية بالرأس، وهي الأفضل لخروج الجنين بسهولة، أما الوضعيات الأخرى فهي صعبة، ويكون الخروج عويصا جدا، كالتي تظهر بالمقعد أو بالكتف أو بأطرافه الممددة..الخ. ويساهم توسع الحوض في تسهيل عملية الولادة وخروج الجنين في أمان، دون معاناته أو تعرضه لخطر ما. وتتعب المرأة خلال الولادة وتحس بعياء ومشقة كبيرين، نظرا للجهد الكبير الذي تبذله، لكن سرعان ما تختفي هذه الأعراض عند سماع بكاء مولودها، الذي يرى النور لأول مرة في حياته، فتحس بالراحة والطمأنينة ويرتاح بالها. ويتم تحرير المولود الجديد بقطع الحبل السري، ووضعه في أحضان أمه التي انتظرت هذه اللحظة مدة 9 أشهر. وهكذا تكون قد تمت عملية الولادة، وتبدأ الأم في استرجاع قواها شيئا فشيئا برجوع الحيض بعد مرور قرابة شهر ونصف على الولادة، ويشرع الرحم في العودة لحجمه الأصلي في مدة أسبوع ونصف تقريبا، وتصبح الأم نظيفة بعد حوالي أسبوعين. وكان أولياء المرأة النافس في الماضي القريب، وحتى الآن في بعض أرجاء الوطن، يمنعونها من القيام من فراشها بعد الولادة عدة أيام، ويقدمون لها كل ما تحتاجه إلى الفراش، وهذا خطأ طبعا، لأنه يعرضها إلى مضاعفات خطيرة كالجلطة الدموية، لهذا فإنه من الأحسن أن تقوم المرأة النافس منذ اليوم الثاني من فراشها.