أحسسنا برهبة شديدة ونحن نقف في مجرى واد مزاب في المكان الذي ألقي فيه جثمان الطفل، ويبدو أن القاتل اعتقد أن أياما ستمر قبل أن تكتشف الجثة، لكن الإرادة الإلهية شاءت غير ذلك، وظهر الشارع الذي وقف فيه مهدي لآخر مرة قبل اختطافه حزينا يريد أن يحكي قصة روح البراءة التي أزهقت. تحوّل بيت آل نوح في حي أودجودن القريب من المسجد، إلى محج للمئات من المتضامنين من مختلف أنحاء غرداية. ونظم مصلون من قصر بنورة القريب وقفة احتجاجية ومسيرة سلمية، تنديدا بمأساة الطفل مهدي وحالة انعدام الأمن وغياب الاستقرار الذي فرض على سكان غرداية. كان خال الطفل مهدي في حالة نفسية سيئة لكنه ظهر متماسكا وهو يقف قرب بيت شقيقته التي فقدت ابنها الوحيد، رفض السماح لنا بالدخول لمواساة الأسرة الجريحة، لكننا تفهمنا وضع الأسرة التي فقدت بهجة البيت. كان مهدي متفوقا في الدراسة وحصل على شهادات تكريم، لكن يد الغدر أبت إلا أن توقف المسيرة .