لقد سجد البعير وشكى لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إيمانًا به، وإقرارًا ببعثته، وبيانًا لعلو قَدْره ومنزلته.. فعن عبد اللّه بن جعفر رضي اللّه عنهما قال: ''أردفني (حملني) رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، ذات يوم خلفه، فأسرّ إليّ حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا، وكان رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم ، أحبّ ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل (مجموعة)، فدخل يومًا حائطًا (بستانًا) من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاهُ فجَرْجَرَ وذرفَتْ عيناه، قال بَهْز وعفان: فلمّا رأى النّبيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، حَنَّ وذرفت عيناه، فمَسَحَ رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسَكَنَ، فقال: مَن صاحب الجمل؟ فجاء فتًى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول اللّه، فقال، صلّى اللّه عليه وسلّم، أمَا تتّقي اللّه في هذه البهيمة الّتي ملككها اللّه، إنّه شَكَا إليَّ أنّك تجيعه وتدئبه (تتعبه)''، رواه أحمد.